وَيَصِحُّ
بِلاَ صَوْمٍ، وَيَلْزَمانِ بِالنَّذْرِ.
*****
المسجدِ، وأطالَ
الجُلوسَ، وهُوَ لَمْ يَنْوِ الاعتِكافَ فَلَيْسَ لَهُ أجْرُ الاعتكافِ في ذلك؛
لأَِنَّهُ لم يَنْوِهِ، «وَالأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» كَما قال صلى الله
عليه وسلم، كذلك لو جلَسَ في مَكانٍ غَيْرِ المَسجدِ طاعةً للهِ يَنْوِي بهِ
الاعتكافَ فَهذا بِدْعَة؛ لأَِنَّهُ ليس في المسجد، والمُسلم لا يعتكف في غيرِ
المساجِد، قالَ الله جل وعلا: ﴿وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ﴾ [البقرة: 187]،
لأنَّ اعتِكافَهُ خارجَ المسجدِ قد يُفَوِّتُ عليهِ صلاةَ الجماعةِ، فَيُصلِّي في
بيتِه، ويَزعُم في هذا أنَّهُ يُريد العِبادَةَ، ويُريدُ الانقطاعَ عَنِ الناسِ
لكِنَّهُ يفْعَلُ مُحرَّمًا بتَرْكِ صلاةِ الجماعةِ؛ فلذلك الاعتكافُ لا يُشْرَعُ
إلاَّ في مَسجِدٍ.
والاعتكافُ لا بُدَّ
أنْ يتوفَّرَ فِيهِ نِيَّةٌ لِطاعَةِ الله، بأنْ يكُونَ المَقصودُ مِنهُ طَاعَةُ
اللهِ سبحانه وتعالى.
أَمَّا الاعتكافُ الَّذِي
يُقصَدُ مِنه الرِّياءُ والسُّمْعَةُ، أو يُقصَدُ مِنه الابتعادُ عَنِ النَّاسِ أو
الانعزالُ عَنِ النَّاسِ، وهو لم يَقْصِد بذلِكَ الطَّاعَةَ والأجرَ والثَّوابَ،
فهذا لا يُسَمَّى اعتكافًا.
والاعتكافُ مَسنونٌ،
وليسَ بِواجبٍ، وإنَّما هو مُستحَبٌّ.
«وَيَصِحُّ بِلاَ صَوْمٍ» الاعتكافُ مع الصِّيامِ أفضلُ، وإنِ اعتكفَ، وهو مُفطِرٌ، فلا بأسَ، ويحْصُلُ على أجْرِ الاعتكافِ، والدَّلِيلُ على ذلِكَ أنَّ عُمرَ رضي الله عنه سألَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ نَذَرَ أنْ يَعتكِفَ ليلةً في المَسجدِ الحَرامِ؛ فأمَرَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالوفاءِ بنَذْرِهِ ([1])، ومَعلومٌ أنَّ اللَّيلَ ليسَ فِيهِ صِيامٌ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1938).
الصفحة 2 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد