×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

 ذلك، فَهذا تَشبُّه بِالكفَّار، ومُخالَفة لِقولِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا عِيدَيْنِ»، فَلا يَجُوزُ الزِّيادةَ عَلى ما أبْدلَه اللهُ بِأعيادِ الجَاهلِيَّة.

أمَّا إن كَانت يُتقرَّب بِها إلَى اللهِ، مِثل عِيد المَولدِ النَّبويِّ، فَهذا بِدعَة، وكلُّ بِدعَة فِي الدِّين ضَلالَة، وقَال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وقال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).

فلَيسَ لِلمُسلمِين عِيد إلاَّ هَذين العِيدين؛ عِيد الفِطرِ، وعِيد الأَضحَى، وكُلٌّ مِنها بَعد أَداءِ رُكنٍ مِن أرْكانِ الإِسلاَم.

فعيدُ الفِطر بَعد أَداء رُكن الصِّيامِ، وَعيدُ الأضْحى بَعد أَداءِ رُكن مِن أرْكَان الإِسلاَم؛ وهو الحَجُّ والوُقوف بعَرَفة، وهُو الرُّكنُ الأَعظَم للحَجِّ، شُكرًا لله سبحانه وتعالى وتعظِيمًا للهِ عَلى ما أنْعَم به على المسْلِمين مِن صِيَام رَمضَان، ومن الحَجِّ إلى بَيتهِ الحَرام، فَفيهِما سِرٌّ عَظيم، ومَظهَر عَظيمٌ مِن مَظاهِر الإِسلامِ، وشَعائرِ الإِسلامِ الظَّاهِرة، ليسَ هُما مِن بابِ الفَراغ أو من بابِ العَبث.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، والنسائي رقم (1578)، وابن ماجه رقم (45).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1718).