ويُرفَعُ عنِ
الأرْضِ قدْرَ شبْرٍ، لأجلِ أن يُعْرَفَ أنَّه قبْرٌ فلا يُمْتَهَنُ؛ لأنَّه لو
كانَ مُساوِيًا للأرضِ، ما عُرِفَ أنَّه قبْرٌ، ورُبَّما يُمْتهنُ أو يُداسُ عليهِ
أو يُحْفَرُ مرَّةً ثانيَةً، فيُرفَعُ عنِ الأرضِ قدْرَ شِبرٍ.
كما رُفِعَ قبْرُ
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْرَ شبْر ([1])، وكما كانَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ بقُبورِ أصحابِه، ولا يُزَادُ عنِ
الشِّبْرِ؛ لأنَّ هذا نَهَى عنه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه غلُوُّ
ومَدْعاةٌ للشِّركِ، ووَسيلَةٌ إلى الشِّركِ بأنْ يَتَعلَّقَ به الجُهَّالُ، فلا
يُرفَعُ تُرابُه أكْثَرَ منَ الشِّبرِ.
ومِن بابِ أَوْلَى
وأشَدُّ أن لا يُبْنَى عليه بِناءً؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهَى عنِ
البِناءِ على القُبورِ ([2])، وأخْبَرَ أنَّه
عَمَلُ اليهودِ والنَّصارَى، وأنَّ هذا هوَ الَّذي أوْقَعَ الشِّرْكَ في اليَهودِ
والنَّصارَى.
فلا يُبْنَى على
القُبورِ ولا تُرفَعُ أكثَرُ منَ الشِّبْرِ؛ لأنَّ هذا وَسيلَةٌ إلى الغُلُوِّ
وإلى الشِّرْكِ، وقد قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ
رضي الله عنه: «لاَ تَدَعْ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([3])، و «المُشْرِفُ»
هو المُرتَفِعُ.
«مُسَنَّمًا» ويكونُ القبرُ مُسنَّمًا، أي: يكونُ وَسَطُه مُرتَفِعًا، وجوانِبُه مُنخَفِضَةً بالتَّدريجِ، منْ أجْلِ أن يَنزِلَ المَطرُ ولا يَتَجمَّعَ على سَطْحِ القبرِ، فرُبَّما يُؤَثِّرُ على القبرِ.
([1])أخرجه: ابن حبان رقم (6635)، والبيهقي رقم (6527).
الصفحة 2 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد