«ويُكْرَهُ
لهم فِعْلُه للنَّاسِ» أمَّا أهْلُ المَيتِ، فيُكْرَهُ لهم صُنْعُ الطَّعامِ
للنَّاسِ؛ لأنَّ هذا شَيءٌ لمْ تَرِدْ به السُّنَّةُ، بل هذا عَكْسُ السُّنَّةِ،
السُّنَّةُ أنْ يُصْنَعَ لهم ولا يَصْنعونَ للنَّاسِ.
وكذلكَ معَ صُنْعِ
الطَّعامِ لأهلِ المَيتِ، يُسَنُّ تَعْزِيَتُهم، بأنْ يقولَ إذا لَقِيَ المُصابَ،
سواءً قبْلَ الدَّفْنِ أو بعْدَ الدَّفْنِ، وسواءً في البَيْتِ أو في الشَّارعِ أو
في المسجدِ أو في المَقْبرةِ، يقولُ له: «أَحْسَنَ اللهُ عَزَاءَكَ، وَجَبَر
اللهُ مُصِيبَتَكَ، وَغَفَرَ لِمَيِّتِكَ» ([1])، كما جاءِتْ في ذلك
أحادِيثُ؛ لأنَّ هذا فيهِ دُعاءٌ للحيِّ ودُعاءٌ للمَيِّتِ، وفيهِ أيْضًا
مُواساةٌ.
ولا يجوزُ تعطيلُ
الأعمالِ، وتَنْكِيسُ الأعلامِ، ولُبْسُ السَّوادِ، كلُّ هذا مِن فِعْلِ
الجَاهليَّةِ لا يجوزُ.
والمُصابُ لا
يُعَطِّلُ عَمَلَه في طَلَبِ الرِّزْقِ، بلْ يَسْتَمِرُّ في طَلَبِ الرِّزْقِ،
يَفْتحُ دكَّانَه يَبيعُ ويَشْتَري، يَذْهَبُ للعَمَلِ يُباشِرُ العَمَلَ، هذهِ
سنَّةُ اللهِ في خَلْقِه، أمَّا إذا عَطَّلَ العَمَلَ وجَلَسَ في بيتِه، فهذا فيه
جَزَعٌ وإظْهارٌ للحُزْنِ، أمَّا إذا اسْتَمَرَّ في عمَلِه فهذا دليلٌ على
الصَّبْرِ والاحْتِسابِ.
*****
([1])أخرجه: الطبراني موقوفا في ((الكبير» رقم (231).
الصفحة 2 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد