×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

 النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ([1])، وإنَّما الَّذي يُؤاخَذُ عليهِ النِّياحَةُ على المَيتِ بِرَفْعِ الصَّوْتِ، وإظْهارِ محاسِنِ المَيتِ، وإظْهارِ الأسَفِ على مَوْتِه، هذا يُنافِي الصَّبرَ، وهُو مِن فعْلِ الجاهليَّةِ.

والنِّياحَةُ: تكونُ بالقَوْلِ كرَفْعِ الصَّوتِ، وتكونُ بالفِعْلِ، مِثْلُ لطْمِ الخُدودِ، وشقِّ الجُيوبِ ([2])، ودَعْوةِ الجاهليَّةِ، هذهِ كبيرةٌ منْ كبائِرِ الذُّنوبِ، وفيها وَعيدٌ شديدٌ، فإذا نِيحَ على المَيِّتِ، فالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ» ([3])، فيَتَعدَّى ضَرَرُ ذلكَ إلى المَيّتِ، فيَجِبُ تجَنُّبُ النِّياحةِ والجَزعِ.

*****


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1241)، ومسلم رقم (2315).

([2])جَيْبُ القميص ونحوه: ما يدخل منه الرأس عند لبسه. يجمع على جيوب. انظر: «المعجم الوسيط» (149).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1229)، ومسلم رقم (933).