طلبًا لِلَيلةِ القَدْرِ، فدَلَّ على أنَّها
تُرْجَى في ليالي العَشْرِ الأواخِرِ، وليلةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ هِي آكَدُ ما
يُتَحَرَّى فيها ليلةُ القَدْرِ لأِدِلَّةٍ ورَدَتْ في ذلِكَ.
وهَذا مذْهَبُ
الإمامِ أحمَدَ رحمه الله أنَّها في ليلةِ سَبْعٍ وعِشرينَ آكَدُ ([1])، ويُحتَملُ أنَّها
أوَّلُ ليلَةٍ مِنَ العَشْرِ، ويُحتمَلُ أنَّها ليلةُ واحدٍ وعشرينَ أوْ ليلةُ
ثَلاثٍ وعشرينَ أو ليلةُ سبعٍ وعشرين، وهذه آكَدُها.
«وَيَدْعُو فِيهَا
بِمَا وَرَدَ» وَيَدْعُو في ليلةِ القَدْرِ بما يتيسَّرُ لَهُ مِنَ الدُّعاءِ، ويُكْثِر؛
لأَنَّهَا ليلةٌ يُستجابُ فيها الدُّعاءُ، ولكِنَّ المُستحَبَّ أن يُكْثِرَ مِنَ
الدُّعاءِ بما ورَدَ، وهو ما روَتْهُ عائشةُ رضي الله عنها أنَّها سألتِ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللهِ أرَأَيْتَ إِنْ صادَفْتُ ليلَةَ
القَدْرِ ماذا أقُولُ؟ قال: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ
الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» ([2]) فيُستحَبُّ أنْ
يُكْثِرَ، ويُكرِّر هذا الدُّعاءَ في تلكَ الليلةِ الَّتِي تُرْجَى فيها ليلةُ
القَدْرِ.
*****
([1])انظر: «الإنصاف» (3/ 355).
الصفحة 2 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد