ذَهابُه سَعْيَة ورُجوعُه سَعْيَة، فإنْ بَدَأ
المَروَة سَقَط الشَّوطُ الأوَّل» ثم يَنزِل ماشيًا إلى المَروةِ، ويَسعَى شَدِيدًا
بين العَلَمَيْن.
والعَلَم هو
العَمُود المُلَوَّن بالخُضْرة، وهما عَلَمان: عَلم يَلِي الصَّفا، وهذا هو
البِداية للإِسرَاع لمَن جاء من الصَّفا، وعَلَم يلي المَروةَ، وهذا هو البِداية
للإِسراع لمَن جاء من المَروةِ، وما بين العَلَمين هَذَا محلُّ الوَادِي الذي كان
مُنخَفِضًا، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا هَبَطت قَدَماه فِي الوادي
سَعَى شَدِيدًا حتى يَصعَدَ من الجانِبِ الثَّانِي، فالسَّعيُ بين العَلَمَيْن فِي
محلِّ الوَادِي سُنَّة من سُنَن السَّعيِ بالنِّسبَة للقَوِيِّ من الرِّجال، أما
الضَّعيف من الرِّجال والنِّساء فلا يُستَحَبُّ لهم السَّعي بين العَلَمين؛ لِمَا
فيه من المَشَقَّة.
ثم يَمشِي بعدما
يُجاوِز العَلَمين ذَهابًا وإِيابًا.
ثم يَصعَد عَلَى
المَروةَ ويَقُول ما قاله عَلَى الصَّفا من التَّكبيرِ واستِقبالِ الكَعبَة وذِكْر
الله عز وجل والدُّعاءِ، هَذِهِ نِهَاية الشَّوط الأوَّل، ثم ينزل ماشِيًا إلى
الصَّفا، وهذا هو بِدَاية الشَّوط الثَّانِي.
فإذا مرَّ ببطْنِ
الوَادِي، وهو ما بين العَلَمَين يَسعَى سَعيًا شديدًا حتى يُجاوِزه، ثم يمشي
حتَّى يَصِل إلى الصَّفا فيَصعَده ويَفعل ويقول مثل ما قال وفَعَل فِي بِداية
الشَّوط الأوَّل؛ وقد تمَّ له الشَّوطُ الثَّانِي.
يَبدَأ بالصَّفا، ويَختِم بالمَروةِ سَبعَة أَشواطٍ، ذَهابُه سَعْيَة، ورُجُوعُه سَعْيَة.
الصفحة 2 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد