ولو
صَلَّى في بَيْتِه أو في مَسجِدٍ طريقُه تَحْتَ ساباطٍ، والأفْضَلُ فِعْلُ
الأرْفَقِ بهِ منْ تأخِيرٍ وتقديمٍ.
*****
السببُ الثَّاني: «ووَحَلٍ»
الوَحَلُ الذي يكونُ بعْدَ المَطَرِ، وهوَ الطِّينُ والمُسْتنقعاتُ التي تَحولُ
بيْنَكَ وبينَ المَسجِدِ، فيُباحُ الجَمْعُ منْ أجْلِ هذَيْنِ السَّبَبيْنِ.
أمَّا إذا كانَتِ
الأرضُ يابِسَةً ما فيها مُسْتنقعاتٌ، ولا فِيها طِينٌ، وإنَّما هيَ مُجَيَّرَةٌ
أو مُبَلَّطَةٌ مثْلَ حالِها الآنَ، والمَطَرُ واقِفٌ لا يَنزِلُ مطَرٌ، فهذا لا
يُباحُ الجَمْعُ فيهِ.
فلا يُباحُ الجَمْعُ
إلاَّ في إحْدى حاَلتَيْنِ:
إمَّا نُزولُ
المَطَرِ، الَّذي يَبُلُّ الثِّيابَ، وإمَّا وُجودُ الوَحَلِ في الطّريقِ.
السَّببُ الثّالثُ: «وريحٍ شديدةٍ
باردَةٍ»؛ أي: إذا هَبَّتْ ريحٌ باردَةٌ شديدَةٌ، يَشُقُّ على النَّاسِ الخُروجُ
للصَّلاةِ مرَّتَيْنِ، فيَجْمعونَ في هذهِ الحالةِ بينَ العِشاءَيْنِ، إذا كانتِ
الرِّيحُ تجْمَعُ هذهِ الأْوْصافَ: الشِّدَّةَ والبُرُودَةَ، وكانتْ في ليلَةٍ
مُظْلِمَةٍ.
«ولوْ صلَّى في
بَيْتِه أو في مَسْجِدٍ طريقُهُ تحْتَ ساباطٍ»؛ أي: يَجْمَعُ بينَ العِشاءَيْنِ
في هذهِ الأحوالِ، ولو صلَّى الإنسانُ في بيْتِه أو كانَ طَريقُه إلى المَسْجدِ
مَسْقُوفًا فلا يَتَأذَّى بما ذُكِرَ؛ لأنَّ الرُّخصةَ تعُمُّ إذا جَمَعَ
النَّاسُ.
«والأفْضَلُ فعْلُ الأرْفَقِ به منْ تأخيرٍ وتقْديمٍ»؛ الأَفْضَلُ فعْلُ الأرفَقِ به منْ جَمْعِ تقديمٍ أو جَمْعِ تأخِيرٍ، كمَا كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذلك في جَميعِ الأحوالِ؛ في المَرَضِ، وفي السَّفَرِ، وفي المَطَرِ.
الصفحة 3 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد