ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ
وَٱلنُّورَۖ﴾ [الأنعام: 1]. ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ
ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ﴾ [سبأ: 1]. ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [فاطر: 1].
فَتَجدُ هَذا
اللَّفظَ مُطَّردًا في القُرآنِ الكَريم، بلَفْظ «الحَمد لِله»، والنَّبي
صلى الله عليه وسلم في خُطبِه، كَان يَأتي بِهذا اللَّفظ، فَيقُول: «الحَمدُ
للهِ»، وخَير الهَدي هَدي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم.
ولأَنَّ «الحَمْد
للهِ» جُملَة اسْميَّة، وَهي أبْلغُ مِن الجُملَة الفِعلِية، فَالذِي يَقول: «أَحْمَدُ
اللهَ»، أو «نَحْمَدُ اللهَ وَنَسْتَعِينُه»، لَم يأتِ بِالصِّيغَة
الشَّرعيَّة الوارِدَة عَن الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه أتَى بِجمْلة
فِعليَّة.
الشَّرط الرَّابع: «والصَّلاةُ
عَلى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم ». أنْ يُصلِّي عَلى النَّبيِّ صلى الله
عليه وسلم؛ لأنَّ هَذا مِن حَقِّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم علَينا، واللهُ
أمَرنا بِالصَّلاة والسَّلام عَليه صلى الله عليه وسلم، قَال تَعالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ
يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ
عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
ولأنَّ الخُطبَة
دُعاءٌ وثَناء عَلى اللهِ، وَمِن آدَاب الدُّعاءِ أن يُصلِّي فِيه عَلى النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم.
الشَّرطُ الخَامِس: أنْ يَأتِي بالشَّهادَتينِ قَبل الصَّلاة عَلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فَيقُول: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحْمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، ثُمَّ يُصلِّي عَلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الصَّلاة عَليه تَابعَة للشَّهادَة بِرسَالتهِ؛ هَذا مَا اخْتارَه شَيخ الإسْلام ([1]).
([1])انظر: «الاختيارات الفقهية» (ص: 120).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد