وَقِرَاءَةُ
آَيَةٍ.
*****
فالصَّلاةُ عَلى
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في أوَّل الخُطبَة، لَكن حَدث الآنَ مِن بَعضِ الخُطباءِ
أنَّهم يَختِمون الخُطبَة بِالصَّلاة عَلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهَذا
شَيءٌ لَم يُرد، إنَّما الخُطبَة تُختَم بِالاسْتِغفَار، كمَا قَال ابْن القَيِّم
فِي «زاد المعاد» ([1]): كَان النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم يَختِم الخُطبَة بِالاسْتغْفَار. وَهذا الذِي عَليهِ العَملُ.
فيقُولُ الخَطيبُ: «أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ».
أمَّا الصَّلاة عَلى
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فإنَّها في أوَّل الخُطبَة، بعْد الشَّهادَتين، هذا
محلُّها المَشرُوع، وهَذا مَكانُها اللائِقُ بِها.
الشَّرْطُ
السَّادِس: «وَقِرَاءَةُ آَيَةٍ». أي: قِراءَة شَيءٍ مِن القُرآنِ يُناسِب
مَوضُوع الخُطبَة، فَيختَار آَيةً أو آيَات، تُناسِب مَوضُوع الخُطبَة؛ لأنَّ
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقرأ القُرآنَ في خُطبَة الجُمعَة، ويُكثِر مِن
ذَلك.
لأنَّ القُرآنَ
مَوعِظةٌ وتَذكِير، فَيكْثِر مِن القُرآنِ في الخُطبَة، فَلو خَلَت الخُطبَتان مِن
قِراءَة شَيءٍ مِن القُرآنِ لَم تَصحَّا؛ لأنَّها مُخالِفة لِهَدي النَّبي صلى
الله عليه وسلم، قَد كَان يَقرَأ في الخُطبَةِ مِن القُرآنِ، حتَّى إنَّه كَان يَقرَأ:
﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ
ٱلۡمَجِيدِ﴾ [ق: 1].
قالَت إِحْدى الصَّحابيَّات: «مَا حَفِظتُ ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ﴾ [ق: 1]. إلاَّ مِنْ لِسَانِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم كَان يَقْرَؤُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ» ([2]).
([1])انظر: «زاد المعاد» (1/ 187).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد