وَالوَصِيَّةُ
بِتَقْوَى اللهِ عز وجل، وَحُضُورُ العَدَدِ المُشْتَرَطِ.
*****
الشَّرطُ السَّابعُ: «وَالوَصِيَّةُ
بِتَقْوَى اللهِ عز وجل ».فَيقُول: «أَمَّا بَعدُ؛ يَا أيُّهَا النَّاسُ،
اتَّقوا اللهَ تَعَالى». لأنَّ التَّقوَى كَلمَة جَامِعَة لِكلِّ خِصَال
الخَير، فَلا يُخلِّي الخُطبَة مِن الأَمرِ بِتقْوى اللهِ سبحانه وتعالى، وكَان
النَّبيُ صلى الله عليه وسلم، يأمُر بِتقْوى اللهِ فِي خُطبِه.
الشَّرطُ الثَّامنُ: «وَحُضُورُ
العَدَدِ المُشْتَرَطِ». لِصِحَّةِ خُطْبَةِ الجُمُعَةِ، وَقَد سَبق أَن أقلَّ
عَدد تَصحُّ بهِ الجُمعَة ثَلاثَة: وَاحِد يَخطُب، واثْنانِ يَستمِعَان، فَلو خَطبَ
وَليسَ عِندَه أَحدٌ، ثُم جَاء النَّاس، ما صحَّت خُطبتُه.
فَهذهِ شُروطُ صحَّة
خُطبَة الجُمعَة، فَليسَت الخُطبَة مُجرَّد كَلام يُقال، بَل هِي كَلام لَه
شُروطٌ، لا بُدَّ أن تَكونَ الخُطبةُ مُوافقَةً لِصفَة خُطبَة النَّبيِّ صلى الله
عليه وسلم، وَما دَرجَ عَليهِ المُسلِمون، أمَّا أنَّه يَأتي ويَتكلَّم بِكلامٍ
خَال مِن هَذه الشُّروطِ، أو كَلام مُرتَجل لَيس لَه مَعنَى، وإِنما قَصدُه سَدُّ
الفراغِ فَقط، فَهذا لا تَصحُّ بهِ الجُمعَة ولا يُعدُّ خُطبَة، وإذا لم يَعد خُطبَة
فإنَّه لا تَصحُّ بهِ الجمُعَة.
والذِي لا يَتقيَّد بِهذِه الشُّروطِ في خُطبَته فَخطبَتُه غَير صَحيحَة، وبِالتَّالي صَلاتُه غَير صَحيحَة، فالأَمرُ خَطير جِدًّا، خُطبَة الجُمعَة مُهمَّة جِدًّا، يَجبُ الاهْتمَام بِها والعِنَاية بِها، ومَعرِفةُ أَحكامِها لَيستْ مُجرَّد كَلام يُقالُ عَلى المِنبَر غَير مُتقيِّد بِصفة الخطْبَة الوَارِدة عَن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 4 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد