المَأمُومين بوَجهِه، ويَقُول: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ»، كما كانَ النَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم يفْعَل ذَلك ([1]).
«ثُمَّّ يَجلِس إِلى
فَراغِ الأَذَان». ويُسنُّ لِلخَطيب أنْ يَجلِس عَلى المِنبَر إلَى فَراغِ المُؤذِّن، كَما
كَان بِلالٌ يُؤذِّن بَين يَدي الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
وهَذا هُو الأَذَان
الوَاجِب الذِي قَال اللهُ تَعَالى فِيه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن
يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ﴾ [الجمعة: 9]، وهُو
الذِي كَان عَلى عَهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُو الذِي يُعرَف بهِ
دُخولُ الوَقت.
أمَّا الأذانُ
الأَوَّل، فَهُو إنَّما كَان في عَهدِ عُثمَان رضي الله عنه ثَالث الخُلفَاء
الرَّاشِدين، لمَّا كَثرَ النَّاس، وتَوسَّعت المَدينَة، وصَاروا يَنشغِلُون
بِأعمَالهِم، رَأى رضي الله عنه أَن يُنادَى لِصَلاة الجُمعَة مُبكِّرًا حتَّى
يَستَعدَّ النَّاس لَها، ويُقبِلوا عَليهَا، ويَترُكوا أَشغَالَهم؛ لأَنَّ
الأَذانَ الذِي بَين يَدي الخَطيبِ، لا يَسمَعهُ كَثير مِن النَّاس؛ ولأنَّه لَيس
بَعدَه مدَّة يَتمكَّن النَّاس فِيها مِن الاسْتعْدَاد للحُضورِ.
فعُثمَان رضي الله عنه أمَر المُؤذِّن أنْ يُؤذِّن عَلى الزَّورَاء ([2])، حتَّى يَسمَعه أهْل المدِينَة، وهَذا مِن سُنَّة الخُلفَاء الرَّاشِدين، وقد قَال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ» ([3])، وَكان ذَلكَ بِمحضر مِن المُهاجِرين والأَنصَار، ولم يُنكِروه، فَهُو سُنَّة.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (1109)، و عبد الرزاق رقم (5281).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد