×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ [الجمعة: 2]. و«الأمِّيُّون» الذِين لا يَقرؤونَ ولا يَكتُبون، بَعثَ اللهُ فِيهِم هَذا النَّبيَّ العَظيمَ صلى الله عليه وسلم، وأنزلَ عَليِهم هَذا القُرآنَ العَظيمَ، هَذا مِن أَكبَر نِعمِ اللهِ عَليهِم.

﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ [الجمعة: 2] - أي: قَبلَ بَعثَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم - ﴿لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ [الجمعة: 2]، كانُوا يَعبُدون الأَصنَام، وكَانوا عَلى أعْمَال قَبيحَة، فَنقلَهم اللهُ مِن هَذهِ الحَالِ السَّيِّئة إلَى دِين الإِسْلام، وصَاروا أفضَل العَالَمين، بَعد أنْ كَانوا هُم مِن أحَطِّ البَشرِ، صَارُوا أفْضلَ العَالمينَ بِبعْثة هَذا الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، هَذه أَكبرُ نِعمَة عَلى المُسلِمين.

وَفيهَا رَدٌّ عَلى اليَهودِ الذِينَ هُم أعْداءُ الإْسلامِ، والذِينَ يُنكِرونَ بَعثَة الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ [الجمعة: 6]. يقولُون: نَحنُ أَولياءُ اللهِ، ونَحن أبْناءُ اللهِ، ونحْنُ الشَّعب المُختَار، وأهْل الأَرض كُلُّهم خَدم لَنا، وتَحت أقْدَامِنا!!

اللهُ ردَّ علَيهِم؛ قَال اللهُ تعالى: ﴿وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ [الجمعة: 7]؛ لأنَّهُم يعْرفُون أنَّهم كُفَّار، وأنَّهم عَلى غَير الحَقِّ، وأنَّهمْ إِذا لَقوا اللهَ فَلهُم النَّار، يَعرِفون هَذا، فلنْ يَتمنَّوا المَوتَ.

وأمَّا سُورَة ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ [المنافقون: 1]؛، فَأيضًا فِيها التَّحذيرُ مِن النِّفاقِ، وفِيهَا بَيانُ صِفات المُنافِقين، ولأنَّ الجُمُعة يَحضَرها المُنافِقون، فَتُقرأ هَذهِ السُّورة لَعلَّهم يَتوبُون إِلى اللهِ مِن نِفَاقهم، ولأجْل أن يَحذَر المُسلِمون من النِّفَاق.


الشرح