وفي آَخِرها:
النَّهيُّ عَن اللَّهو عَن ذِكر اللهِ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ﴾ [المنافقون: 9]،
فَهي سُورة عَظيمَة، فِيها البَراءَة مِن النَّفاق، وفِيهَا الاسْتعدَاد للآَخِرة،
وفيها الأَمرُ بِذكرِ اللهِ عز وجل الذي هُو حَياةُ القُلوب، وَنورُ البَصائِر.
فهُما سُورتَان
عَظيمَتان، تُقرَآن في هَذا المَجمَع العَظيمِ، لِما يَتضمَّنانِه مِن المَوعِظة
والتَّذكِير والأَمر بِطاعَة اللهِ سبحانه وتعالى.
أو يُقرَأ فِيهِما ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ
ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى: 1]. في الأولَى، وفي الثَّانِية سُورَة ﴿ٱلۡغَٰشِيَةِ﴾ [الغاشية: 1]، أيضًا لأنَّ هَاتين السُّورتَين فِيهما
أَسرارٌ عَظيمَةٌ؛ فِيهمَا الأمْر بِطَاعة اللهِ، وفِيهِما بَيانُ مَصير
الأَتقياء: ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ
ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ﴾ [الأعلى: 14- 15].
وفِيها تَذكيرٌ
بِمصيرِ الأْشقِياء وَمصيرِ الأتْقِياء عِند اللهِ سبحانه وتعالى، وفيهَا
التَّحذيرُ مِن إيثَار الحَياةِ الدُّنيا عَلى الآخِرة فَهِي سُورة عَظيمَة.
وَ﴿ٱلۡغَٰشِيَةِ﴾ [الغاشية: 1]
كذَلكَ، فيهَا بَيانُ مَصيرِ النَّاس يَوم القِيامَة، وأنَّهم يَنقَسمُون إلى
قِسمَين، وذَكر مَا يَلقَاه كُلُّ قِسم: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤ تُسۡقَىٰ
مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ ٥ لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ ٦ لَّا
يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ ٧ وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ ٨لِّسَعۡيِهَا
رَاضِيَةٞ ٩ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ﴾ [الغاشية: 2- 10].
وفي آخِرها:
التَّذكِير بِآياتِ اللهِ الكونِيَّة، والاعْتبارُ بِخلقِ اللهِ: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى
ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ١٧ وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ
رُفِعَتۡ ١٨ وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ ١٩ وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ ١٩ * فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ ٢١ لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ﴾ [الغاشية: 17- 22].
الصفحة 3 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد