والغُسلُ يَوم
الجمُعَة سُنَّة مُؤكَّدة، وبعضُ العُلماء يَرى وُجوبَه([1])، لحَديثِ: «غُسْلُ
الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» ([2]).
ولَكنَّ الجُمهُور
عَلى أنَّه مُستَحبٌّ، وَأنَّه سُنَّة مُؤكَّدة، لقولِه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ
أَفْضَلُ» ([3])، فَدلَّ هَذا
الحَديثُ على أنَّ الغُسلَ أفْضلُ، وإذَا كَان أفْضَل فَهُو لَيسَ بِواجِب، هَذا
قولُ الجُمهُور.
قالَ الإمَامُ ابنُ
القَيِّم ([4]): «إِنْ كَان
عَليهِ أَوسَاخٌ وَروائِحٌ كَريهة فَإنَّه يَجبُ عَليهِ الاغْتسَال؛ لأجْلِ
إِزالَة هَذه الرَّوائِح الكرِيهَة وَهذا العَرقُ، وَإن لَم يَكُن فيهِ رَوائِح
وَلا عَرق فَإنَّه يُستحبُّ لَه الاغْتسَال».
لأنَّ يومَ
الجُمعَة، يَوم يَجتَمع فيهِ النَّاس، فَينبغِي لَهم أنْ يُهيِّئوا أَنفُسهم
بِالاغْتسَال، والطِّيب، والمَلابِس النَّظيفَة، والمَلابِس الجَميلَة؛ لأنَّ هَذا
عِيد الأُسبوع واجْتمَاع المُسلمِين، فَيكُون الإِنسَان بِمظهَر طَيّب، وبِرائِحة
طَيِّبة.
«وَيَتَطَيَّبُ». بِأحسَن ما يَجدُ
مِن الطِّيب، تَهيُّئًا لهذَا المَوسِم العَظيمِ، وَهذا العِيد العَظيمِ.
«وَيَلْبَسُ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ». كَذلكَ يَتجمَّل بِالثِّياب، أحْسنَ مَا يَجدُ مِن ثِيابِه، فَيكون بِالمَظهَر اللاَّئقِ.
([1])انظر «المغني»: (3/ 224).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد