وَيُبَكِّرُ
إِلَيْهَا مَاشِيًا، وَيَدْنُو مِنَ الإِمَامِ.
*****
«وَيُبَكِّرُ
إِلَيْهَا». كَذلِكَ يُستحَبُّ أَن يُبكِّر لِصَلاةِ الجُمُعة، وَهذا مَفقُود الآنَ
عِندَ كَثيرٍ مِن النَّاس، حتَّى جِيران المَسجِد، وحتَّى طَلَبة العِلمِ لا
يَجيئونَ إلاَّ في آخِرِ النَّاس، وهَذا زُهدٌ فِي الخَير، فَالذي يَنبَغِي
لِلمُسلم؛ أن يبكِّر لِصَلاة الجُمعَة.
قَال صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الأولى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ
رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ
فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا، وَمَنْ رَاحَ فِي
السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي
السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً» ([1])، ثُمَّ بَعد
الخَامِسَة لَيسَ هُناكَ قُربَان، فَينْبَغي احْتِسَاب الأجْرِ والتَّبكِير في
صَلاةِ الجُمُعَة.
«مَاشِيًا». أي: يَكُون
مَاشيًا في ذهَابِه إِلى المَسجِد، لِتُكتَبَ لَه خُطوَاتُه، وإِن كَان بَعيدًا
ويَحتَاج إلَى الرُّكوبِ فَليرْكَب، ولكِن كُل مَن أَمكَنه المَشيُ فَإنَّه
يَمشِي؛ لأنَّ ذَلكَ أفْضَل، ولِما فيهِ مِن التَّواضُع والخضُوع للهِ عز وجل.
«وَيَدْنُو مِنَ الإِمَامِ». وَيُسْتَحَبُّ أَن يَدنُو مِن الإِمَام؛ لِما وَردَ مِن الفَضلِ في الدُّنوِّ مِن الإِمامِ في هَذا اليَومِ، وأنَّ أقرَبَ النَّاس إلَى اللهِ يَوم القِيامَة في يَوم المَزيدِ أسْبَقهُم إِلى الجُمُعة، فَإنَّهم يَزورُون الرَّبَّ سبحانه وتعالى في كلِّ يَوم جُمُعة، وأنَّ أسْبقَهم وأقْربَهم إلَى اللهِ أسْبقُهم إلى الجُمعَة، وأنَّ المُتأخِّرين عَن الجُمعَة يؤخَّرونَ في هَذا اليَوم عَن اللهِ سبحانه وتعالى.
([1])أخرجه: البخاري رقم (881)، ومسلم رقم (850).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد