وَيَقْرَأ
سُورَةَ الكَهْفِ فِي يَوْمِهَا، وَيُكْثِرُ الدُّعَاءَ وَيُكْثِرُ الصَّلاَةَ
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَّا
أَنْ يَكُونَ إِمَامًا أَوْ إِلَى فُرْجَةٍ، وَحَرُمَ أَنْ يُقِيمَ غَيْرَهُ
فَيَجْلِسَ مَكَانَهُ إِلاَّ مَنْ قَدَّمَ صَاحِبًا لَهُ فَجَلَسَ فِي مَوْضِعٍ
يَحْفَظُهُ لَهُ.
*****
«وَيَقْرَأُ سُورَةَ
الكَهْفِ فِي يَوْمِهَا». يُستَحبُّ أنْ يَقرَأ سُورَة الكَهفِ؛ لِما وَردَ في
فَضلِ قِراءَتِها مِن أَحادِيث، وإنْ كَانتْ لاَ تَخلُو مِن مَقَال، ولَكنْ مِن
مَجمُوعِها يُستَفاد أنَّ قِرَاءة سُورَة الكَهفِ في هَذا اليَومِ لَها فَضلٌ،
فَيقْرؤهَا فِي هَذا اليَومِ.
«وَيُكْثِرُ
الدُّعَاء». لأنَّ هَذا يَومٌ عَظيمٌ، وأخْبَر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ
فيهِ سَاعة لا يُصادِفها عَبدٌ مُسلِم، وَهُو قَائمٌ يُصلِّي يَدعُو اللهَ،
ويَسألُ اللهَ شَيئًا إلاَّ أعْطَاه إِيَّاه ([1]). ولا يُدرَى في
أَيِّ وَقتٍ في هَذا اليوْمِ، أَخفَاها اللهُ مِن أَجلِ أَن يَنشَغلَ المُسلِم
بالدُّعاء في سَائر اليَوم، مِن أجْل أنْ يَكثُر دُعاؤه، وَيعظُم أَجرُه.
«وَيُكْثِرُ
الصَّلاَةَ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ». كذلِكَ ممَّا يُستحبُّ في
هَذا اليَوم الإِكثَار مِن الصَّلاة عَلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ هَذا
مِن حُقوقِه علَينَا، ومِن امْتثَال أمْر اللهِ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ
تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
«وَلاَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ». يَحرُم أنْ يَتخَطَّى رِقاب النَّاس، فَقَد دَخلَ رَجلٌ، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطُب، وجَعل يَتخطَّى رِقاب النَّاس، فَقالَ لَه صلى الله عليه وسلم: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ» ([2])؛ يَعنِي: تَأخَّرت وآذَيتَ النَّاس بِتخطِّي رِقابِهم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6400)، ومسلم رقم (852).
الصفحة 4 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد