أو الحُضور إذا
احْتاجَ أحَدٌ مِنهم إلَى شَيءٍ يَسأل عَنه الخَطيبَ فَله ذَلك، كَما حَصلَ هَذا
مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإنه قَال للذِي دَخل وَجَلس: «هَلْ
صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ»([1]).
فَفِيهِ: أنَّ
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كلَّم الرَّجُل، والرَّجُل كَلَّم الرَّسُول صلى الله
عليه وسلم في حالِ الخُطبَة، وهَذا للحَاجَة.
وَكمَا في قِصَّة
الذِي دَخل، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُب، وشَكا إِليهِ الجَدب وانْحبَاس
المَطر وحَاجَة المُسلِمين، وطَلب مِن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أنْ يَستَسقِي
للمُسلِمين، فَرفَع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يدَيه واسْتسْقَى، وفي أثْناءِ
دُعائِه نَشأت السَّحابَة، واتَّسعَت وأمْطرَت فَخرَجوا في المَطرِ، والمِياه
تَجرِي، واسْتمرَّ المَطرُ أسْبوعًا، حتَّى دَخل الرَّجلُ الذِي جَاء في الجُمعَة
الأولَى، وطَلبَ من الرَّسول صلى الله عليه وسلم أن يدعُو اللهَ بإمْساكِ المَطر؛
لأنَّه قَد تَضرَّر النَّاس مِن كَثرتِه، فَرفع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
يديْهِ وَدعَا اللهَ بِالاستِصحَاء ([2]).
«وَيَجُوزُ قَبْلَ
الخُطْبَةِ، وَبَعْدَهَا». يَجُوز الكَلامُ قَبلَ الخُطبَة، وَيجُوز بَعد نِهاية
الخُطبَة؛ لأَنَّ الكَلام إِنَّما يَحرُم وَقتَ الخطْبَة مِن بِدايَتهَا إِلى
نِهايَتهَا، أمَّا قَبلَها أو بَعدَها أو في أثْناء الجُلوس بَين الخُطبَتين، فلا
مَانع مِن الكَلام، مع أنَّه يَنبغِي للحَاضِرين في المَسجِد أن يَشتَغلوا بِذكْر
اللهِ.
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (889).
الصفحة 5 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد