لِصَلاة العِيدِ بَعد صَلاةِ الفَجرِ، مِن أَجلِ
أَن يَشتَغلَ بِذكرِ اللهِ، وَينتَظر الصَّلاة وَيَحصُل عَلى الأَجرِ، وَفيهِ
مُسابَقة إِلَى الخَير، أمَّا الإِمَام فَإنَّه لا يَخرُج إلاَّ عِند الصَّلاةِ، كَما
كَان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفْعَل ذَلكَ ([1]).
«مَاشِيًا بَعْدَ
الصُّبْحِ». هَذا هُو الأَفْضل؛ لأجْلِ أَن تُكتَب لَه خُطوَاته التِي يَمشِيها، كَما
هُو فِي غَير صَلاة العِيد، فَيستَحبُّ للإنْسان أنْ يَذهبَ إلى المَسجِد لأَداءِ
الفَرائضِ مَاشيًا ومُبكرًا، كَما قَال تَعالَى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ﴾ [يس: 12]،
والآثَارُ: هِي الخُطى إلَى المَساجِد، عَلى أَحد التَّفسِيرينِ للآيَة.
وقيلَ: المُراد بـ «آثارهم»:
مَا يَتْرُكُه المَيتُ بَعد وَفاتهِ مِن أعْمَال الخَير، وأعمَالِ البِرِّ، والآية
شَامِلة لِهذا وَهَذا ([2]).
وَلا بَأسَ
بِالرُّكوبِ إذا كَان يَشقُّ عَليه المَشيُ، أو كَانت المَسافَة بَعيدَة، أو هُو
كَبيرُ السِّن أو مَريض.
أمَّا إذا كَان قَويًّا وقَادرًا عَلى المَشي فَالأفْضلُ في حَقِّه أنْ يَخرُج مَاشيًا، ولو كَان ذا سُلطَان وذَا جاه؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم هُو أَفضَل الخَلقِ، وَهُو السُّلطَان، وهُو إِمام المُسلِمين، وَمع هَذا كَان يَخرُج إِلى الصَّلاة مَاشيًا ([3]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (913)، ومسلم رقم (889)
الصفحة 4 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد