كتابُ الجَنَائز
*****
«كتابُ الجَنَائز»: «الجَنَائز»
جمعُ «جِنازة»، والمرادُ بها المَيِّت ([1]).
والميِّتُ له أحكامٌ
ينبغي معرفتُها، ولذلك عُقِد له المُصَنَّفِ هذا الباب.
وهذا من محَاسِنِ
الإسلام؛ أنَّ الميِّتَ المسلمَ يُعتَنى به، بحيثُ إنَّه يحضر عندَ الوَفاةِ، ويُلقَّنُ
الشَّهادة، وإذا ماتَ فإنَّه يُجرَّدُ من ثيابِه ويُسجَى بشيءٍ يَستُرُه، ثم يُغسَّلُ،
ثمَّ يُكفَّنُ ويُصلَّى عليه، ثم يُدفَنُ في قبرِه.
فهذه العنايةُ
العظيمةُ بالميِّتِ المسلمِ تدُلُّ على أنَّ هذا الدِّينِ دِينٌ كامل، وللهِ
الحمد، وأنَّه يُعتَنى بالمسلمِ حيًّا وميتًّا، ثمَّ إذا دُفِن في قَبْرِه يُسأَلُ
له التَّثبيتُ ويُستغْفَرُ له، ثم بعدَ ذلك يُزَارُ ويُسلَّم عليه، ثمَّ هذه
القبورُ تُصَانُ عن الامتهان، وتُصَانُ عنِ الأَذَى، وتُصَانُ عن الغُلُوِّ فيها.
كلُّ هذا ممَّا
يدُلُّ على أنَّ هذا الدِّينَ دِينٌ كاملٌ شامِلٌ للحياةِ وللمَوت، وأنَّ هذا
المسلمَ له عندَ اللهِ منزلةٌ وليسَ من الحيواناتِ التي تموتُ ثم تُلقَى جِيفُها
ولا يُعْتنَى بها.
وقبلَ ذلك ينبغي للمسلمِ أن يتذكَّرَ الموت، فقد حَثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على تذَكُّر هادِمِ اللَّذات ([2])، يعني: الموت، وأن يُكثِرَ الإنسانُ من تذَكُّرِ
([1])انظر: «لسان العرب» (5/ 324)، و«المطلع» (ص: 113).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد