×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

 المَوت، من أجْلِ أن يَستعدَّ له، وألاَّ َيغفَلَ عن نفسِه، ولا يغفلَ عن الدَّارِ الآخِرة، فيكونُ دائمًا على تذَكُّرٍ للموت، فيمنَعُ نفسَه من المعاصي والمُخَالفَات، ويُلزِمُها بطاعةِ اللهِ عز وجل، ويَستعِد لهذا المَوت.

أمَّا إذا غفَل عنه، فإنَّه يُعطِي لنفسِه المُهْلة، فتَتَمادى في المعاصي والذُّنوب، وأيضًا لا تُبادِر بالتوبة، وإذا وقعَ في ذنبٍ فإنَّه يُفسِحُ لنفسِه بالأجَل، ولا يُبادِر بالتَّوبة، ويَنسَى أنَّ الموتَ قريبٌ، وأنَّ الأجَلَ محدود، وأنَّه إذا جاء المَوتُ فإنَّه لا يُمكَّنُ من التَّوبة، فهذا ممَّا يُوجِبُ للمسلمِ الاستعدادَ والتَّأَهُّب دائمًا وأبدًا، وألاَّ يَنسَى ذِكْرَ الموت، ولا يغْفلْ عنه، وأن يتوقَّعَ حلولَه به في كلِّ لحظة، في كلِّ وقت، حتى يُكثِرَ من الأعمالِ الصَّالحة، وحتَّى يتوبَ من الذُّنوبِ والسَّيِّئات.

ومن آدابِ الإسلام: أنَّ المريضَ يُزَار، ويُدعَى له بالشَّفاء، ويُذكَّر التَّوبة، وإذا رُؤِيَ أنَّه في حالةِ قُرْبٍ من المَوت، فإنَّه يُذكَّرُ بالوَصيَّة، ويُذكَّر بالخُرُوجِ من المَظَالم.

فهذا الدِّينُ دِينٌ متكامِل، وهو دائمًا يَحُثُّ المسلمَ على أنْ يستعِدَّ لنفسِه، وأنْ يُقدِّمَ لنفسِه، وأنْ يترُكَ ما يُؤثِّمُه وما يُوجِبُ له العقوبةَ في الدُّنيا والآخِرة، فعنايةُ الإسلامِ بالمُسلمِ عِنايةٌ عَظِيمة.

فإذا؛ الجَنائزُ لها أحكامٌ شرعيَّةٌ يجِبُ على المسلمين أنْ يعرفُوها من أجْلِ أن يُنفِّذُوها مع جنائِزِهم، فلذلك كان الفُقَهاءُ يَعقِدُون هذا الِكتَاب، كتابَ الجَنَائز.


الشرح