الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ
اللهِ» ([1])، فنَهَي المُسلمُونَ
عنْ هَذا؛ لأنَّهُ وسيلَةٌ إلى الشِّرْكِ.
رابعًا: ولا يُقْعَدُ
عليهِ؛ لأنَّ هذا إهانَةٌ، ولا يُجْلَسُ عليهِ، ولا يُوطَأُ علَيْه، فدِينُ
الإسلامِ دِينُ الوَسَطِ والاعْتدالِ، فهَدْيُه في القُبورِ كهَدْيِه في سائِرِ
تَشْريعاتِه، هَدْيُه في القُبورِ وَسَطٌ بيْنَ الغُلُوِّ وبيْنَ التَّفْرِيطِ،
فالبِناءُ على القَبْرِ وتَجْصيصُه والكتابَةُ عليهِ، وإسْراجُه، يعنِي: تَنْويرَ
المَقابرِ بالسُّرُجِ أو بالمَصابيحِ أو بالكَهْرباءِ؛ هذا مِنَ الغُلُوِّ
والدَّعوةِ إلى الشِّرْكِ.
والجُلوسُ عليهِ،
والوَطءُ عليهِ، والاتِّكاءُ عليهِ، والتَّطَرُّقُ فوْقَ المَقابرِ إهانَةٌ
للأمْواتِ، وحُرْمةُ المُسلمِ مَيِّتًا، كحُرْمَتِه حيًّا، فلا يجوزُ إهانَةُ
القُبورِ، ولا الإساءَةُ إليها، بلْ تجِبُ صيانَتُها، وكفُّ الأَذَى عنها، فهذا هو
الاعْتدالُ، فالقَبْرُ لا يُغْلَى فيه، ولا يُهانُ. وإنَّما بيْنَ الغُلُوِّ
وبيْنَ الإهانَةِ، وبيْنَ الإفْراطِ والتَّفْريطِ، هذا هدْيُ الإسلامِ في
القُبورِ.
فمِنَ النَّاسِ مَن يَغْلُو في القُبورِ ويُزَيِّنُها، ويَكْتُبُ عليها ويَضعُ عليها السُّتورَ كما تُوضَعُ على الكَعْبَةِ، وتُوضَعُ لهَا الصَّنادِيقُ للتَّبرعِ، وتُكْتَبُ لها الرِّقاعُ والأوْراق، وتُدْفَعُ إليها طَلَبًا لقَضاءِ الحَاجاتِ، وتَفْريجِ الكُرُباتِ؛ وهذا شِرْكٌ أكْبَرُ، يُخْرِجُ منَ المِلَّةِ، وهذا ما عليهِ القُبوريُّونَ اليَوْمَ وقَبْلَ الْيَومِ، ولا يَزالُ هذا دَأْبُهُم معَ القُبورِ، والعِياذُ باللهِ، شِرْكٌ باللهِ وغُلُوٌّ وإفْراطٌ، وكلُّه عَمَلٌ باطِلٌ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (417)، ومسلم رقم (528).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد