×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

والطَّرَفُ الثَّاني، الَّذينَ يُهِينُونَ القُبورَ، ولا يُبالُونَ بها، ويَتَطَرَّقُونَ من فَوْقِها، ويَضَعُونَ علَيها القِماماتِ، ويُوَجِّهُونَ إليهَا مِياهَ المَجارِي، وغير ذلك من أنواعِ الإهاناتِ، وهذا حَرامٌ واعْتداءٌ على الأمواتِ، وأَذِيَّةٌ للأمواتِ.

قالَ صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتَحْرِقَ ثِيَابَهُ، وَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ» ([1]).

ومِنَ النَّاسِ مَن يَسْتبيحُ المَقابرَ، ويَبْنِي عليها مَساكِنَ، ومنْهُم من يَزْرَعُها، ويَقْتَطِعُها ويَجْعَلُها مَزارِعَ، أو مُمْتلكاتٍ، وهذا كلُّه مُحَرَّمٌ في الإسلامِ؛ الإهانَةُ والتَّهاوُنُ بشأْنِ الأمواتِ والمَقابرِ، الغُلُوُّ فيها والزِّيادَةُ في تَعْظِيمِها.

فالمَقابرُ تُسَوَّرُ بسُورٍ يُحيطُها ويَمْنَعُ الاسْتِطْراقَ علَيْها ودُخولَ الدَّوابِ، ويَمْنَعُ إلقاءَ الأَذَى والقاذُوراتِ إليْهَا، كلُّ هذا منْ هَدْيِ الإسْلامِ في القُبورِ، وهوَ هَدْيُ الحَقِّ والوَسَطِ والاعْتدالِ، كشَأْنِه في جَميعِ تَشْريعاتِه الحَكيمَةِ، فلا غُلُوَّ ولا تَساهُلَ.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (971).