×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

الخَامِس: الرِّقابُ وهُم المُكاتَبون، ويُفَكُّ منها الأَسيرُ المُسلِم.

*****

فإذا أُعطِي من الزَّكاة ودَخَل فِي الإِسلام فسَيَنجَلِي عنه ما كان عَلَيه من غُبارِ الشَّكِّ فِي الإِسلام.

«أو كَفُّ شَرِّه» وكَذَلِكَ يُعَطَى الكافِرُ الذي لا يُرجَى إِسلامُه، ولكن يُرجَى كفُّ شرِّه عن المُسلِمين، فيَكُون بإِعطائِه من الزَّكاة كفٌّ لشرِّه عن المُسلِمين؛ لأنَّ كفَّ الشَّرِّ عن المُسلِمين أمرٌ مَطلُوب، فإِعطاؤُه من الزَّكاة فِي صالِحِ المُسلِمين، فيُعطَى من الزَّكاة قَدْرَ ما يكفُّ شرَّه.

«الخَامِس» من أَصنافِ أهل الزَّكاة: «الرِّقابُ وهُم المُكاتَبون»، جَمعُ مُكاتَب.

والمُكاتَب: هو الذي يَشتَري نَفسَه من سيِّده بمالٍ يَدفَعُه إِلَيه عَلَى أقساطٍ تُسمَّى بـ«النجوم» ([1])، فإذا دَفَعها إِلَيه فإنَّه يَعتِق ويُصِير حرًّا، والإِسلامُ يحُثُّ عَلَى عِتقِ الرِّقابِ، فلِذَلِكَ جعَل للمُكاتَبين الذين يَسعَوْن فِي فِكاكِ رِقابِهِم من الرِّقِّ، جَعَل لهم نصيبًا من الزَّكاة، يُعينُهم عَلَى أداء دُيونِ كِتابَتِهم، حتَّى يُعْتَقُوا، قال الله جل وعلا: ﴿وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ [النور: 33].


الشرح

([1])قال فِي «اللسان»: «وأصله أن العرب كانت تجعل مطالع منازل القمر ومساقطها مواقيت حلول ديونها وغيرها، فتقول: إذا طلع النجم حل عليك مالي - أي: الثريا - وكذلك باقي المنازل، فلما جاء الإسلام جعل الله تعالى الأهلة مواقيت لما يحتاجون إليه من معرفة أوقات الحج والصوم ومحل الديون وسموها نجومًا اعتبارًا بالرسم القديم الذي عرفوه». اهـ. (12/570).