×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

 المَقصُود من التَّألِيف؛ لأنَّ تأليف القُلوبِ أمرٌ مَطلُوب ومُهِمٌّ فِي الإِسلامِ.

والمُؤَلَّفة قُلوبُهُم أصنافٌ؛ فيُعطَى المُسلِم الذي إيمانه ضعيفٌ من أَجلِ أن يَقوَى إيمانه. والنَّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يُعطِي أَقوامًا ممَّن دَخَلوا فِي الإِسلامِ، ولم يتمكَّن الإِسلامُ من قُلوبِهِم، يُعطِيهم حتَّى يَقوَى إِيمانُهم، وصار الإسلام أحبَّ إِلَيهم من المال.

قال بعضهم: «مَا زَالَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي وَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى أَصْبَحَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ».

وقال بعضهم: «أنَّه أَسلَم بقَصْدِ أَخْذِ المالِ فما أَمسَى إلاَّ والإِسلامُ أحبُّ إِلَيه من الدُّنيا وما فِيهَا».

«ممَّن يُرجَى إِسلامُه» وكَذَلِكَ يُعطَى مَن يُرجَى إِسلامُه؛ من كافرٍ قَرُب من الإِسلامِ، وأَراد الدُّخولَ فيه، فيُعطَى من الزَّكاة ما يُرَغِّبه فِي الإِسلامِ، ويَبعَثُه عَلَى الدُّخول فِي الإِسلامِ، فإذا دَخَل فِي الإِسلامِ وذاق حَلاوَتَه وذاق ما فيه من الخَيرِ فإنَّه يَنقادُ له، ويَكُون أحبَّ إِلَيه من المال، ولكنَّ المال إنَّما هو وَسِيلَة لدُخولِه فِي الإِسلام، فهذا يُعطَى من الزَّكاة بقَدْر ما يَحصُل به المَقصُود.

وكَذَلِك يُعطَى من الزَّكاة مَن يُرجَى إِسلامُ نَظيرِه من الكفَّار، فالكافر إذا رأى نَظِيرَه يُعطَى من الزَّكاة فإن ذَلِكَ يجرُّه إلى الدُّخولِ فِي الإِسلام، فإذا دَخَل فِي الإسلام فإنَّه سَيَكون الإِسلامُ أحبَّ إِلَيه من كلِّ شيءٍ؛ لأنَّه كان من قَبلُ لا يَعرِف الإِسلام، ولم يُباشِر قَلبَه، وربَّما يَنفِر منه،


الشرح