«ولو مع غِنًى» فيُعطَى ولو كان غنيًّا من الزَّكاة من أَجلِ سَدادِ الغَرامَة الَّتي
تَحملها؛ فإنَّه لا يَأخُذ لنَفسِه، وإنَّما يأخُذُ للإِصلاحِ، فيُعطَى من
الزَّكاة.
القِسمُ الثَّانِي: «أو لنَفسِه مع
الفَقْر» الغارمُ لنَفسِه؛ وهو إنسانٌ عَلَيه دُيونٌ، وليس عِندَه سَدادٌ
لِهَذِه الدُّيونِ، وهو مُطالَب بِها، هَذَا يُعطَى من الزَّكاة قَدْر ما عَلَيه
من الدُّيونِ، يُعطَى لفَقرِه؛ نَظَرًا لأنَّه فقيرٌ ومُطالَب بدُيونٍ، وليس
عِندَه سَدادٌ، فيُعطَى من الزَّكاة قَدْر ما يُسدِّد دُيونِه، أمَّا إنْ كان
الغارِمُ لنَفسِه غَنيًّا ويَقدِر عَلَى سَدادِ الدُّيونِ من مَالِه، فَهَذا لا
تحلُّ له الزَّكاة.
وبَعضُ الغَارِمِين
يتحمَّل عَلَى نَفسِه مِئاتِ الآلافِ، وراتِبُه قد يبلغ عَشْرَة آلافٍ فِي الشهر؛ هَذَا
يُنظَر فيه: إذا كان يَقدِر عَلَى السَّدادِ من رَواتِبِه فإنه غنيٌّ لا يُعطَى من
الزَّكاةِ، أمَّا إن كان رَاتِبُه لا يَكفِي إلاَّ لنَفَقَته، ولا يُسَدِّد
الدُّيونَ التي عَلَيه، هَذَا يُعطَى بقَدْرِ ما يُسَدِّد به دُيونَه.
قد يُقال: إنَّ
هَذَا الغارِمَ قد تَكُون غَرامَتُه بسَبَب فِعْلِ مُحرَّماتٍ، أو ارتِكابِ
قبائِحَ، عَلَقته الدُّيون من أَجلِ ذَلِكَ، فهل يُعان من الزَّكاة؟
نقول: هَذَا فيه تفصيلٌ: إنْ كان تاب من هَذِه الجَرائِم وأَصلَح؛ فإنَّه يُعطَى من الزَّكاة ما يسدِّد به تِلْكَ الغَراماتِ إِعانةً له عَلَى التَّوبة وإِبراءً لِذِمَّتِه، أمَّا إنْ كان لم يَتُبْ، وهو مستمِرٌّ عَلَى فعل هَذِه المُخالَفاتِ، فهَذَا لا يُعطَى من الزَّكاة؛ لأنَّ فِي هَذَا إعانةً له عَلَى الفَسادِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد