وقَولُه: «وتُسَن بالفاضِلِ
عن كِفايَتِه...» إلخ، بيانٌ لِمَا تَخرُج منه الصَّدَقَة وهو ما زاد عمَّا
يَحتاجُه هو فِي نَفسِه، وعمَّا يَحتاجُه مَن تَلزَمُه نَفَقَتُه، فيَبدَأُ
بنَفسِه أوَّلاً، ثم بمَن تَلزَمُه مَئُونَتُه، فإنْ فَضَل شيءٌ تَصدَّق منه؛
لقَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ
السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى»
([1]).
«ويَأثَمُ بما
يُنقِصُها» فإنْ كانت الصَّدَقة تُنقِص كِفايَتَه أو كِفايَة مَن يَمُونه ويَحصُل
التَّضَرُّر بذَلِكَ فإنَّه يَأثَم بِهَا، لقَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى
بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ» ([2])، ولأنَّ القِيامَ
بكِفايَتِه وكِفايِةِ مَن يَمُون أَمرٌ واجِبٌ، والصَّدَقة أمرٌ مُستَحَبٌّ،
والواجِبُ يُقَدَّم عَلَى المُستَحَبِّ.
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (1361)، ومسلم رقم (1360).
الصفحة 4 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد