×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وقَولُه: «وتُسَن بالفاضِلِ عن كِفايَتِه...» إلخ، بيانٌ لِمَا تَخرُج منه الصَّدَقَة وهو ما زاد عمَّا يَحتاجُه هو فِي نَفسِه، وعمَّا يَحتاجُه مَن تَلزَمُه نَفَقَتُه، فيَبدَأُ بنَفسِه أوَّلاً، ثم بمَن تَلزَمُه مَئُونَتُه، فإنْ فَضَل شيءٌ تَصدَّق منه؛ لقَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى» ([1]).

«ويَأثَمُ بما يُنقِصُها» فإنْ كانت الصَّدَقة تُنقِص كِفايَتَه أو كِفايَة مَن يَمُونه ويَحصُل التَّضَرُّر بذَلِكَ فإنَّه يَأثَم بِهَا، لقَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ» ([2])، ولأنَّ القِيامَ بكِفايَتِه وكِفايِةِ مَن يَمُون أَمرٌ واجِبٌ، والصَّدَقة أمرٌ مُستَحَبٌّ، والواجِبُ يُقَدَّم عَلَى المُستَحَبِّ.

*****


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1361)، ومسلم رقم (1360).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (1692)، وأحمد رقم (6495)، والحاكم رقم (1515).