وصَدَقة
التَّطوُّع مُستحَبَّة، وفِي رَمَضان وأَوقاتِ الحَاجَة أَفضَلُ، وتُسَنُّ
بالفَاضِل عن كِفَايَتِه وكِفايَة مَن يَمُونه، ويأثَمُ بما يُنقِصُها.
*****
«وصَدَقة
التَّطَوُّع مُستَحَبَّة» هي الصَّدَقة غَيرُ الواجِبَة، لمَّا فَرَغ المُؤَلِّف
رحمه الله من بَيانِ الصَّدَقة الواجِبَة - وهي الزَّكاة - ذَكَر الصَّدَقة
المُستَحَبَّة؛ لأنَّ كلَّ فَرِيضَة يُشرَع معها سنةٌ من جِنسِها؛ كالصَّلاة
النَّافِلَة والفَرِيضَة، والصَّدَقة الواجِبَة والمُستَحَبَّة، والصِّيام الواجِب
والمُستَحَبِّ، والحَجِّ الواجِبِ والمُستَحَبِّ، والحِكمَة فِي ذَلِكَ: تَكمِيلُ
الفَرضِ - إذا حَصَل فيه نَقصٌ - من النَّفلِ الذي من جِنسِه.
وصَدَقة التَّطوُّع
حثَّ الله عَلَيها فِي كِتابِه العَزيزِ فِي آياتٍ كَثِيرَة، وقال النَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ
مِيتَةَ السُّوءِ» ([1]).
وهي مَشرُوعة كلَّ
وَقتٍ، وتَتأكَّد ويَزِيدُ فَضلُها فِي الأَوقاتِ الفاضِلَة؛ «وفِي رَمَضان»
كشَهرِ رَمَضان.
لقَولِ ابنِ عبَّاسٍ
رضي الله عنهما: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ،
وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ...» ([2]) الحَدِيثَ.
«أَوقاتُ الحَاجَة أَفضلُ» وتتأكَّد ويَزِيدُ فَضلُها فِي أَوقاتِ الحاجَة؛ لقَولِه تَعالَى: ﴿أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ﴾ [البلد: 14]؛ ولأنَّ وَقتَ الحاجَة فيه سدُّ حاجَةِ المَلهُوف، وإِطعامُ الجائِعِ، وكِسوَة العارِي، وسدُّ حاجَة المُحتاجِ.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (664)، وابن حبان رقم (3309)، والضياء رقم (1847).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد