×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وصَدَقة التَّطوُّع مُستحَبَّة، وفِي رَمَضان وأَوقاتِ الحَاجَة أَفضَلُ، وتُسَنُّ بالفَاضِل عن كِفَايَتِه وكِفايَة مَن يَمُونه، ويأثَمُ بما يُنقِصُها.

*****

 

«وصَدَقة التَّطَوُّع مُستَحَبَّة» هي الصَّدَقة غَيرُ الواجِبَة، لمَّا فَرَغ المُؤَلِّف رحمه الله من بَيانِ الصَّدَقة الواجِبَة - وهي الزَّكاة - ذَكَر الصَّدَقة المُستَحَبَّة؛ لأنَّ كلَّ فَرِيضَة يُشرَع معها سنةٌ من جِنسِها؛ كالصَّلاة النَّافِلَة والفَرِيضَة، والصَّدَقة الواجِبَة والمُستَحَبَّة، والصِّيام الواجِب والمُستَحَبِّ، والحَجِّ الواجِبِ والمُستَحَبِّ، والحِكمَة فِي ذَلِكَ: تَكمِيلُ الفَرضِ - إذا حَصَل فيه نَقصٌ - من النَّفلِ الذي من جِنسِه.

وصَدَقة التَّطوُّع حثَّ الله عَلَيها فِي كِتابِه العَزيزِ فِي آياتٍ كَثِيرَة، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ» ([1]).

وهي مَشرُوعة كلَّ وَقتٍ، وتَتأكَّد ويَزِيدُ فَضلُها فِي الأَوقاتِ الفاضِلَة؛ «وفِي رَمَضان» كشَهرِ رَمَضان.

لقَولِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ...» ([2]) الحَدِيثَ.

«أَوقاتُ الحَاجَة أَفضلُ» وتتأكَّد ويَزِيدُ فَضلُها فِي أَوقاتِ الحاجَة؛ لقَولِه تَعالَى: ﴿أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ [البلد: 14]؛ ولأنَّ وَقتَ الحاجَة فيه سدُّ حاجَةِ المَلهُوف، وإِطعامُ الجائِعِ، وكِسوَة العارِي، وسدُّ حاجَة المُحتاجِ.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (664)، وابن حبان رقم (3309)، والضياء رقم (1847).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6)، ومسلم رقم (2308).