×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

كِتابُ الصِّيامِ

*****

 «كِتابُ الصِّيامِ» لمَّا فَرَغ المُؤَلِّف رحمه الله من كِتابِ الزَّكاة التي هي الرُّكنُ الثَّانِي من أَركانِ الإِسلامِ انتَقَل إلى الرُّكنِ الثَّالِث، وهو الصِّيامُ؛ فإنَّ صَومَ شَهرِ رَمَضان هو أَحَد أَركانِ الإِسلامِ.

والصِّيامُ فِي اللُّغَة: الإِمسَاكُ ([1])، يُقال للسَّاكِت عن الكَلامِ: صائم، قال تَعالَى عن مَريَمَ: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا [مريم: 26]، وكَذَلِكَ المُمسِكُ عن المَشْيِ يُقال له صائِمٌ، كما قال الشَّاعِر:

خَيلٌ صِيامٌ وأُخرَى غَيرُ صَائِمَة

تَحْتَ العَجاجِ وأُخرَى تَعلُكُ اللُّجُمَا

فالخَيلُ الصِّيامُ؛ يعني: الوَاقِفَة عن العَدْو.

وأمَّا فِي الشَّرعِ فالصِّيامُ: هو الإِمساكُ عن الأَكلِ والشُّربِ وسائِرِ المُفطِرات بنِيَّةٍ من طُلوعِ الفَجرِ الثَّانِي إلى غُروبِ الشَّمسِ ([2]).

وهو يَنقَسِم إلى قِسمَين:

صومٌ واجِبٌ: كصِيامِ شَهرِ رَمَضان، وصَومِ الكفَّارَة، وصَومِ النَّذرِ.

وصِيامٌ مُستَحَبٌّ: كصِيامِ يَومِ الخَميسِ والإِثنَيْن من كلِّ أُسبُوع، وثَلاثَةِ أيَّام من كلِّ شهر، وستٍّ من شوَّال؛ إلى غَيرِ ذَلِكَ من أَنواعِ صَومِ التَّطوُّع.


الشرح

([1])انظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (12/259).

([2])انظر: «المطلع» (ص145)، و «الدر النقي» (1/355).