مُسلِم كسائِرِ
العِبادَاتِ يُشتَرَط لها الإِسلامُ، فلو بَدَأ الصَّوم من أوَّل النَّهار وهو
غَيرُ مُسلِم ثم أَسلَم فِي أَثناءِ النَّهار؛ فإنَّه لا يُجزِئُه هَذَا اليَومُ؛
لأنَّه مَضَى جُزء من أوَّلِه وهو غَيرُ مُسلِم، فلا يصِحُّ منه هَذَا الصَّومُ؛
لأنَّ الكافِرَ لا يصِحُّ منه عِبادَة؛ لقَولِه تَعالَى: ﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23].
الشَّرطُ الثَّانِي: «مكلَّف» أن
يَكُون مُكلَّفًا، وهو البالِغُ العاقِلُ، فإن كان صَغِيرًا لم يَبلُغ الحُلُم
فإنَّه لا يَجِب عَلَيه الصَّوم؛ لأنَّه مَرفوعٌ عنه القَلَم؛ لقوله صلى الله عليه
وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ» ([1]) فذكر منهم: «الصَّغِيرِ
حَتَّى يَحْتَلِمَ» والمراد بـ«القلم»: قَلَمُ التَّكلِيف.
وكَذَلِكَ لو كان
بالِغًا لكِنَّه غَيرُ عاقِلٍ، كالمَعتُوه والمَجنُون فإنَّه لا يَلزَمُه الصَّومُ
ما دام أنَّه غَيرُ عاقِلٍ، كما أنَّها لا تَلزَمُه سائِرُ العِباداتِ؛ لقوله صلى
الله عليه وسلم: «وَالْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ».
الشَّرطُ الثَّالِث: «قادِرٌ» أن يَكُون المُكلَّف قادرًا، يَخرُج بذَلِكَ المُسلِم المُكلَّف الذي لا يَقدِر عَلَى الصَّومِ لمَرَض ونَحوِه، فإنَّه لا يَلزَمُه الصَّومُ أداءً، لكنْ إن كان يُرجَى زَوالُ المانِعِ فِي المُستَقبَلِ، كالمَريضِ يُرجَى شِفاؤُه فإنَّه يُفطِر ويَقضِي من أيَّامٍ أًُخَرَ، وإن كان لا يُرجَى زَوالُ المانِعِ كالكَبيرِ الهَرِم والمَرِيض الزِّمِن، فإنَّه يُطعِم عن كلِّ يَومٍ مِسكِينًا؛ لقَولِه تَعالَى: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾ [البقرة: 184].
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4399)، والترمذي رقم (1423)، وابن ماجه رقم (2042).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد