×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وإذا قامَتِ البيِّنَة فِي أَثناءِ النَّهار وَجَب الإِمساكُ والقَضاءُ عَلَى كلِّ مَن صار فِي أَثنائِه أهلاً لوُجُوبِه، وكذا حائِضٌ ونُفسَاءُ طَهُرَتَا ومُسافِرٌ قَدِمَ مُفطِرًا.

ومَنْ أفْطَرَ لِكِبَرٍ أوْ مرَضٍ لا يُرجَى بُرْؤُهُ أَطْعَمَ لِكُلِّ يومٍ مِسْكِينًا.

*****

«وإذا قامَتِ البيِّنَة فِي أَثناءِ النَّهار وَجَب الإِمساكُ والقَضاءُ عَلَى كلِّ مَن صار فِي أَثنائِه أهلاً لوُجُوبِه» إذا تأخَّر خَبَر رُؤيَة الهِلالِ عن طُلوع الفَجرِ فلم تَقُم البيِّنَة إلاَّ فِي أَثناءِ النَّهار، فإِنَّهم يَصُومُون بقِيَّةَ اليَومِ، ويَقضُون هَذَا اليَومِ من أيَّامٍ أُخَرَ؛ لأنَّه مَضَى أوَّله وهم لم يَصُومُوا، لكِنَّهم يُمسِكُون بقيَّتَه احتِرَامًا للوَقتِ.

«وكذا حائِضٌ ونُفسَاءُ طَهُرَتَا ومُسافِرٌ قَدِمَ مُفطِرًا» وكذا يَلزَم الإِمساكُ بَقِيَّة اليومَ كلَّ مَن كان له عُذرٌ تَرَك من أَجلِه الصِّيامَ، ثم زال عُذرُه فِي أَثناءِ النَّهارِ؛ كالحائِضِ إذا طَهُرت فِي أَثناءِ النَّهارِ، وكالمَريضِ إذا شُفِي فِي أَثناءِ النَّهارِ وهو مُفطِر، وكالمُسافِر إذا قَدِم وانتَهَى سَفَرُه فِي أَثناءِ النَّهارِ وهو مُفطِر؛ فإنَّ كلَّ هَؤُلاَءِ يَلزَمُهُم الإِمسَاكُ بَقِيَّة اليَومَ احتِرَامًا للوَقتِ، ويَقضُون بَدَلَه من أيَّام أُخَرَ؛ لأنَّهُم لم يَصُومُوه كامِلاً.

تقدَّمَ أنَّهُ إذا دخلَ شهْرُ رمضانَ وجَبَ الصَّوْمُ على كُلِّ مُسلِمٍ مُكَلَّفٍ قادِرٍ.

وقَوْلُه: «قادِرٍ» يَخْرُجُ بهِ غيرُ القادِرِ، وهو على نوْعينِ:

الأول: غيرُ قادِرٍ يُرجَى زَوالُ المانِعِ عنْهُ في المُستقبَلِ، فهذا يُفطِرُ في الوقتِ الحاضِر، ويقْضِي إذا زالَ عُذْرُه مِن أيَّامٍ أُخَرَ؛ لقولِه تعالى:


الشرح