وَمَنْ
نَوَى الصَّوْمَ، ثُمَّ جُنَّ أُوْ أُغْمِيَ علَيْهِ جميعَ النَّهارِ، ولَمْ
يُفِقْ جُزْءًا مِنهُ لم يصِحَّ صَوْمُه، لا إِنْ نامَ جميعَ النَّهارِ. ويلْزَمُ
المُغْمَى عليهِ القضاءُ فقَطْ.
*****
«وَمَنْ نَوَى الصَّوْمَ ثُمَّ جُنَّ أَوْ
أُغْمِيَ عَلَيْهِ جَمِيعَ النَّهَارِ» لوْ نَوَى الصِّيامَ مِن أوَّلِ النَّهارِ
ثُمَّ أغْمِيَ عليهِ جَمِيعَ النَّهارِ أوْ أصابَهُ جُنونٌ فِي جَمِيعِ النَّهارِ،
فإنَّهُ لا يَصِحَّ صوْمُه؛ لِفُقدانِ العقْلِ الَّذِي هُوَ مَناطُ التَّكليفِ،
والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ»،
وذَكَرَ مِنهم: «الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ» ([1]).
«وَلَمْ يُفِقْ
جُزْءًا مِنْهُ لَمْ يَصِحَّ صَوْمُهُ» أمَّا لوْ أفاقَ جُزءًا مِن
النَّهارِ بِأنْ زالَ عنْهُ الجنونُ أو الإِغماءُ، ولوْ لحْظةً مِنَ النَّهارِ؛
فإنَّهُ يَصِحُّ صِيامُهُ؛ لأنَّ الجُزءَ الَّذِي أفاقَ فيهِ عادَتْ فِيهِ نِيَّةُ
الصِّيامِ، بِخلافِ الَّذِي أُغمِيَ عليْهِ جَمِيعَ النَّهارِ أوْ جُنَّ جَمِيعَ
النَّهارِ، فإِنَّهُ لا يَصِحُّ صَوْمُهُ لِعدَمِ وُجودِ النِّيَّةِ مِنهُما.
«لاَ إِنْ نَامَ
جَمِيعَ النَّهارِ» وأمَّا النَّومُ؛ فلو نَوَى الصِّيامَ ثُمَّ نامَ
جَمِيعَ النَّهارِ صَحَّ صومُهُ؛ لأنَّ النَّائِمَ معه عقْلُه وإدراكُه، فالنَّومُ
أخَفُّ مِنَ الجُنونِ ومِنَ الإغماءِ.
«وَيلْزَمُ المُغْمَى عليْهِ القَضاءُ فَقطْ» ولَيْسَ عليْهِ كَفَّارَةٌ؛ لأَِنَّهُ لم يتعمَّدْ إبطالَ صِيَامِهِ.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4399)، والترمذي رقم (1423)، وابن ماجه رقم (2042).
الصفحة 7 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد