شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ
يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ
وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المجادلة: 3- 4].
وَالنَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم أمرَ الرَّجُلَ الَّذِي جاءَهُ، وشَكَى إليهِ أنَّهُ قدْ جامَعَ في
نَهارِ رَمضانَ أمَرَهُ بِهَذِه الكَفَّارَةِ، فإذا لمْ يَجِدْ واحِدَةً مِن هذهِ
الخِصالِ؛ بأن لاَ يستطيعَ العِتْقَ، ولا يستَطِيعَ الصِّيامَ، ولا يَستطِيعَ
الإِطعامَ، فهلْ تبْقَى الكفَّارَةُ في ذِمَّتِه أو تسْقُطُ؟ علَى قولَيْنِ: الذي
مشى عليه هنا: أنَّها تسقُطُ عنْهُ؛ فليسَ عليهِ شيءٌ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله
عليه وسلم لما اعتذرَ الرَّجُلُ عنْ جميعِ الخِصالِ لم يَقُلْ: إنَّها تبْقَى في
ذِمَّتِكَ، فدَلَّ على أنَّها تَسقُطُ.
والقوْلُ الثَّانِي
لأهلِ العِلم: أنَّها تبْقَى في ذِمَّتِه ([1])، فمَتَى استطاعَ
فإنَّهُ يُخرِجُها.
والراجحُ - واللهُ
أعلم - أنَّها تبقَى في ذِمَّتِه؛ لأَنَّهَا دِينٌ للهِ عز وجل، والدِّينُ يبْقَى
في الذِّمَّةِ حتَّى يستطيعَ قضاءَهُ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «اقْضُوا
اللهَ، والله أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ» ([2]).
*****
([1])انظر: «الإنصاف» (3/ 323).
الصفحة 5 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد