كتاب المَناسِك
الحَجُّ
والعُمرَة واجِبَان عَلَى المُسلِم الحُرِّ المُكلَّف القادِر فِي عُمُرِه مرَّة
عَلَى الفَورِ.
*****
قال رحمه الله: «كتاب المَناسِك»،
أي: هَذَا كتاب تُذكَر فيه أَحكامُ المَناسِك.
والمَناسِك: جمع مَنسَك، وهو فِي
الأصل التعبُّد، فكلُّ العِبادَات تسمَّى «مَناسِك»، قال جل وعلا: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ
ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ﴾ [الحج: 34] وقال جل وعلا: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]، يعني: الذَّبيحَة.
فالنُّسُك فِي
اللُّغَة أو فِي الأَصلِ يُطلَق عَلَى التَّعبُّد بجَميعِ أَنواعِ العِباداتِ ([1])، والمُرادُ بها هنا
جميع مَناسِك الحَجِّ والعُمرَة. وهي الأَقوال والأَفعال التي تؤدَّى فِي الحَجِّ
والعُمرَة ممَّا شَرَعه الله سبحانه وتعالى ([2]).
«الحَجُّ والعُمرَة
واجبان عَلَى المُسلِم» الحَجُّ واجِبٌ عَلَى المُسلِم، أمَّا الكافِرُ فلا
يُطالَب بالحَجِّ ما دام كافرًا؛ لأنَّه لو حَجَّ لم يصِحَّ حَجُّه ولا سائِرُ
عِبادَاتِه حتَّى يدخُلَ فِي الإِسلامِ.
«الحُرِّ» يَخرُج بذَلِكَ العَبدُ المَملُوك، لا يَجِب عَلَيه الحَجّ؛ لأنَّه مَملُوك لسيِّدِه، مَنافِعُه لسيِّدِه، فخُفِّف عنه بأنَّه لا يَجِب عَلَيه الحَجُّ؛
([1])انظر: «الصحاح» (4/1612).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد