لأنَّ الحَجَّ يحتاج
إلى وقتٍ، ويحتاج إلى سَفَر، ويحتاج إلى مَئُونة، وذَلِكَ يُفَوِّت عَلَى سيِّدِه
مَنافِعَ كثيرةً من مَنافِعِه، ويحمِّلُه نَفقاتٍ لا تَجِب عَلَيه فِي الأَصلِ،
فلِذَلِكَ خُفِّف عن المَملُوك فلم يَجِب عَلَيه الحَجُّ، ولكنْ لو حَجَّ فِي
أثناء رِقِّه صَحَّ ذَلِكَ، وكان له نافِلَة.
«القادِر» عَلَى السَّفَر،
والقادِر عَلَى النَّفَقة، والقادِر عَلَى وُجودِ المَركُوب الذي يَركَبُه،
وذَلِكَ لقَولِه تَعالَى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97].
والسَّبيلُ كما
فسَّره ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما بأنه الزَّاد والرَّاحِلَة ([1])، الزَّاد الذي
يَكفِيه ذَهابًا وإِيابًا، ويكفي لمَن يَمُونه إذا ذهب إلى الحَجِّ حتى يَرجِعَ
إِلَيهم، والمَركُوب الذي يَركَبُه ويُبَلِّغه إلى الحَجِّ.
ويَختَلِف فِي كلِّ
وقتٍ بما يُناسِبُه، من دابَّةٍ، أو سيَّارة، أو باخِرَة، أو طائِرَة بأن يَجِد له
مركبًا من هَذِهِ المَراكِب، ويَقدِر عَلَى دَفْع الأُجرَة، فهذا وَجَد
الرَّاحِلَة.
«في عُمُره مرَّة» ويَجِب الحَجُّ
عَلَى المُسلِم فِي العُمُر مرَّة، وهذا من تَيسِير الله عز وجل؛ لأنَّه لمَّا كان
الحَجُّ يحتاج إلى سَفَر، ويحتاج إلى مئُونة، وربما يَكُون فيه أَخطارٌ يتعرَّض
لها الإنسان فِي طريقه أو فِي أثناء الحَجِّ من قلَّة الأَمنِ، خفَّفه الله
وجَعَله مرَّة واحِدَة فِي العُمُر.
ممَّا يدلُّ عَلَى ذَلِكَ: أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ قَدْ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا»، فَقَالَ الأَْقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ رضي الله عنه: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (2897).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد