من المدينة، وهو
أَبعَدُ المَواقِيت عن مَكَّة، وسمِّي «ذا الحُلَيْفَة» تصغير «حَلْفَا»،
وهي شجرة الحَلْفَا، وهذا المَكانُ هو الذي أَحرَم منه رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم وأَصحابُه فِي حَجَّة الوَداعِ، ووَقَّتَه لأَهلِ المَدينة، ولِمَن جاء عن
طَريقِهم.
«ومِيقاتُ أَهلِ
الشَّامِ ومِصرَ والمَغرِب الجُحْفَة» وهي قَريَة صَغِيرة عَلَى
طَريقِ القادِمِ إلى مَكَّة من الشَّامِ، أو من مِصْرَ، أو من المَغرِب فيُحرِمون
من الجُحْفَة، سواء مرُّوا برًّا أو بحرًا؛ فالَّذِين يَأتُون عن طَريقِ البَحْرِ،
يُحرِمون من مُحاذَاتِها، كَذَلِكَ الذين يأتون عن طريقِ الجوِّ يُحرِمون من
مُحاذَاة الجُحْفَة.
«وأَهلِ اليَمَن
يَلَمْلَمُ»، ويَلَمْلَمُ: اسمُ جَبَل أو اسمُ وادٍ عِندَ الجَبَل، يُحرِم منه أَهلُ
اليَمَن، عَلَى طريقِ أَهلِ اليَمَن يُحرِمون منه، يقال: «يَلَمْلَمُ»،
ويقال: «أَلَمْلَمُ»، ويسمَّى عِندَ النَّاس الآن بـ«السَّعدِيَّة».
«وأهلِ نَجْدٍ
قَرْنٌ» أي: قَرنُ المَنازِل، وهو السَّيْلُ الكَبيرُ، هَذَا مِيقاتُ أَهلِ
نَجْدٍ.
«وأَهلِ المَشرِقِ
ذاتُ عِرْقٍ» المراد بهم: أهل العِراقِ ومَن جاء عن طَريقِهم يُحرِمون من ذاتِ عِرْقٍ،
وهي تقع شمال قَرنِ المَنازلِ قَريبةٌ منه عَلَى طريق الحاجِّ العِراقِيِّ، ومَن
جاء عن طريق أهلِ العِراقِ.
وهذا المِيقاتُ قيل وقَّتَه عُمَرُ رضي الله عنه ([1])؛ لأنَّه مُحاذٍ لمِيقاتِ أَهلِ نَجْدٍ، وجاء فِي الحديث أن الذي وقَّتَه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ([2]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (1458).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد