×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

أن يقول: لبَّيْك اللَّهُم لبَّيْك، لبَّيْك لا شَرِيك لك لبَّيْك، إنَّ الحَمدَ والنِّعمَة لك والمُلك لا شَرِيك لك لبيك. فيُلبِّي بعد نيَّة الإِحرامِ، ويلبِّي إذا رَكِب مَركُوبَه، ويلبِّي فِي كلِّ ما بين فَتْرَة إلى أُخرَى يكرِّر التَّلبِيَة ما دام مُحرِمًا؛ لأنَّها شِعارُ المُحرمِ.

والتَّلبِيَة معناها: الإجابة ([1])، يُجِيب ربَّه سبحانه حيث دَعَاه عَلَى لِسانِ إِبراهِيمَ عليه السلام بقَولِه: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ [الحج: 27].

فالحاجُّ والمُعتَمِر مجيبٌ لدَعوَة الله سبحانه وتعالى؛ فلِهَذا يَقولُ: «لبَّيْك» أي: إِجابَةً بَعدَ إِجابةٍ، «لا شَرِيك لك»، تَذكِيرٌ بالتَّوحيدِ والإِخلاصِ لله عز وجل فِي حَجِّه وعُمرَتِه؛ لأنَّ العِبادَة لا تصِحُّ إلاَّ بالإِخلاصِ، فإنْ كان معها شركٌ فإنَّها لا تصِحُّ ولا تُقبَل، فيُكَرِّر هَذِهِ الكَلِمات العَظِيمَة إلى أن يَحِل من إِحرامِه، باللَّيلِ وبالنَّهار وبجَميعِ أَحوالِه.

«يصوِّت بِها الرَّجُل، وتُخفِيها المَرأةُ» كل يلبِّي لنَفسِه، والصَّوتُ الجَماعيُّ بالتَّلبِيَة بِدعَة، وجَميعِ الأَذكارِ لا تؤدَّى بصَوتٍ جَماعيٍ؛ لأنَّ هَذِهِ صِفَة مُبتَدَعة، فكلٌّ يلبِّي لنَفسِه، الرَّجلُ يَرفَع صَوتَه بذَلِكَ، وأمَّا المَرأةُ فإنَّها تُخفِي صَوتُها؛ لأنَّها فِتنَة، فتلبِّي بقَدْرِ ما تَسمَع نَفسَها.

*****


الشرح

([1])انظر: «الصحاح» (1/216).