ويَطُوف
مُضطَبِعًا، يَبتَدِئ المُعتَمِر بطَوافِ العُمرَة، والقارِن والمُفرِد للقُدوم،
فيُحاذِي الحَجَر الأَسود بكُلِّه، ويَستَلِمه، ويُقبله؛ فإنْ شقَّ قبلَ يَدِه،
فإنْ شقَّ اللَّمسُ أَشار إِلَيه، ويَقُول ما وَرَد ويَجعَل البَيتَ يَسارَه. 264
*****
هذا بيانٌ لأَحكامِ
الطَّواف بالبَيتِ.
«ويَطُوف
مُضطَبِعًا» فإذا وَصل إلى المَطافِ؛ فإنَّه يُستَحَبُّ له أن يَضطَبِع بأن يَجعَل
وسَط الرِّداءِ تَحتَ إِبِطه الأَيمَنِ، ويَجعَل طَرَفَيه عَلَى كَتِفه الأَيسَر،
فيَكُون كَتِفه الأَيسَر مَستُورًا وكَتِفه الأَيمَن مَكشُوفًا، وهذا الاضطِبَاع
إنَّما يَكُون عِندَ بِداية الطَّواف، وينتهي بنِهَاية الطَّواف، أمَّا ما
يَفعَلُه كثيرٌ من النَّاس اليَومَ من أنَّهم يَضطَبِعون من حِينِ يُحرِمون من
المِيقاتِ، فهَذَا خِلافُ السُّنَّة.
«يَبتَدِئُ
المُعتَمِر بطَوافِ العُمرَة، والقارِن والمُفرِد للقُدومِ» يَنوِي بالطَّواف
الأوَّل الذي يَفعَلُه عِندَ وُصولِه إلى البيت إن كان متمتِّعًا فيَنوِي به طَواف
العُمرَة، وإن كان قارنًا بين الحَجِّ والعُمرَة أو مُفرِدًا للحَجِّ؛ فإنَّه
يَنوِي به طَواف القُدُوم، وهو سُنَّة.
«فيُحاذِي الحَجَر الأَسود بكُلِّه، ويَستَلِمه، ويُقبله؛ فإنْ شقَّ قبلَ يَدِه، فإنْ شقَّ اللَّمسُ أَشار إِلَيه، ويَقُول ما وَرَد ويَجعَل البَيتَ يَسارَه» يبدأ الطَّواف من الحَجَر الأَسوَد، فلو بَدأ من دُونِه ما صحَّ شَوطُه فلا بُدَّ أن يَكُون مُبتَدِئًا من مُحاذَاة الحَجَر الأَسودِ، هَذَا من شُروطِ صِحَّة الطَّواف، فإنْ بدأ من دُونِه لم يصِحَّ شَوطُه هذا؛ لأنَّه ناقصٌ لم يَستَوفِ به البَيتَ، ويُستَحَبُّ إن قَدِرَ إلى الوُصول إلى الحَجَر أن يَستَلِمه بِيَدِه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد