والنَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم كلُّ العُمَرِ الَّتي أدَّاها كلَّها في ذِي القعدَةِ، إلاَّ عُمرَةَ
الجِعرَّانةَ، فإنَّها كانَتْ في شوَّالٍ لمَّا قَدِمَ صلى الله عليه وسلم من
حُنينٍ داخِلاً إلى مكَّةَ، فكُلُّ عُمَرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كانتْ في
أشْهُرِ الحجِّ، ولم يكُنْ مِنها شَيءٌ في شَهْرِ رجَبٍ، فدلَّ على أنَّه لا
يُخصَّصُ شهْرُ رجَبٍ بشَيءٍ مِنَ العِباداتِ كما يَفْعَلُه الخُرافِيُّونَ الآنَ.
ولا يَحتَفِلُ
بالإسراءِ والمِعْراجِ، كما يَفْعَلُه الخُرافيُّونَ الآنَ، فإنَّ هذا شَيءٌ لمْ
يَفْعَلْه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، على أنَّه لمْ يَتعَيَّنْ أنَّ الإسراءَ
والمِعراجَ وقَعَا في رَجَبٍ، ولم يُبَيِّنْ لنا اللهُ ولا رسولُه متَى وقَعَ
الإسراءُ والمِعراجُ، فلو كانَ لنا حاجَةٌ في تَعْيينِ اليَوْمِ أو الَّليلَةَ
الَّتي حصَلَ فيها الإسراءُ والمِعراجُ لبَيَّنَهُ اللهُ ورسولُه، فتَخْصيصُ هذهِ
الليلةِ الَّتي يُظَنُّ أنَّها ليلةُ الإسْراءِ والمِعراجِ مِن رجَبٍ باحْتفالٍ؛
بِدْعَةٌ ما أنزَلَ اللهُ بها مِن سُلطانٍ، وقد قالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، قالَ: «وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ» ([2]).
*****
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد