×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

ولا تُسنُّ الفَرَعَةُ ولا العَتِيرَةُ.

*****

 «إلاّ أنَّه لا يُجزِئُ فيها شِركٌ في دَمٍ»، يعني: لا يُجزِئُ فيها سُبعُ بَدَنَةٍ أو سُبعُ بقرَةٍ كما في الأضْحيَةِ؛ لأنَّ هذا شَيءٌ لمْ يرِدْ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا أرادَ أن يَذبحَ بَدَنَةً فإنَّه يَذبَحُها ويَجعَلُها كلَّها عقيقَةً، وإذا أرادَ أن يَذبَحَ بقَرَةً فإنَّه يَذبَحُها ويجْعَلُها كلَّها عقيقَةً، ولكنْ ذبْحُ الشَّاةِ أفضَلُ منَ ذَبحِ البَدنَةِ، وأفضَلُ من ذَبحِ البَقرَةِ؛ لأنَّها هيَ الَّتي أمَرَ بها النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم.

«لا تُسنُّ» الذَّبيحَةُ «الفَرَعَةُ»، والفَرَعَةُ هيَ: أوَّلُ ما تُنتِجُه النَّاقةُ منْ أوْلادِها. كانُوا في الجاهِلِيَّةِ يَذبَحُونَ أوَّلَ نَتاجِ النَّاقةِ اعْتِقادًا منهُم، وقيلَ: إنَّهم يَذْبَحونَه للأصْنامِ تبرُّكًا بها، فنَهانا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ ذلكَ.

«ولا» تُشرَعُ «العَتيرَةُ» وهيَ: الذَّبيحَةُ في رجَبٍ؛ لأنَّ رَجبًا لا يُشرَعُ تَخصيصُه بالذَّبيحَةِ وإنَّما هذا كانَ في الجاهِلِيَّةِ، كانُوا يَذْبَحونَ في أوَّلِ أُسْبوعٍ من رجَبٍ فنَهَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ العَتيرَةِ.

وكذلكَ لا يُخصَّصُ شهْرُ رجَبٍ بشَيءٍ منَ العِباداتِ دُونَ غيرِه؛ لأنَّ هذا لم يَرِدْ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وإنَّما هوَ شهْرٌ كسائِرِ الشُّهورِ، فلا يُخصَّصُ بصِيامٍ من بَينِ الشُّهورِ، ولا يُخَصَّصُ بقِيامٍ من بَينِ سائِرِ الشُّهورِ، ولا يُخَصَّصُ بذَبِيحَةِ من بَينِ سائِر الشُّهورِ، بل لا يُخَصّصُ بعُمرَةٍ أيضًا كما يُقالُ: «العُمرَةُ الرَّجبيَّةُ»؛ فإنَّ هذا لا دَليلَ عليهِ.


الشرح