كتاب الجهاد
*****
«كتابُ الجِهادِ» لمَا فرَغَ المُؤَلِّفُ
رحمه الله منْ ذِكْرِ أركانِ الإسلامِ، وهيَ الصَّلاةُ، والزَّكاةُ، والصِّيامُ،
والحجُّ وما يَتعلَّقُ بهذِه العِباداتِ، أتْبَعَ ذلكَ بكِتابِ الجِهادِ وهوَ
خَاتِمَةُ العِباداتِ. وذلكَ لآكَدِيَّةِ الجِهادِ، وبَعضُ العُلماءِ يَعُدُّه
رُكْنًا سادِسًا من أركانِ الإسلامِ، وقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ
الأَْمْرِ الإِْسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ
فِي سَبِيلِ الله» ([1]).
فالجِهادُ هوَ
أفْضُل أنواعِ التَّطوُّعِ، والجِهادُ «فِعالُ» منَ الجُهْدِ أو الجَهْدِ،
وهوَ: بَذْلُ الوُسْعِ في العِبادَةِ ([2])، والمُرادُ به هنا
بَذْلُ الوُسْعِ في قِتالِ الكُفَّارِ.
والجِهادُ يكونُ
جهادًا للنَّفْسِ؛ بإلْزامِها بطاعَةِ اللهِ عز وجل، ومَنْعِها عمَّا
حرَّمَ اللهُ، هذا يُسمَّى جِهادَ النَّفسِ، وهذا مُستَمِرٌّ دائِمًا وأبَدًا معَ
العبْدِ.
والنَّوعُ الثَّاني: جِهادُ
الشَّيطانِ، وذلكَ بمَعْصِيتِه ومُخالَفَةِ أمْرِه، وارْتكابِ نَهْيِه؛ لأنَّه
عَدُوٌّ للإنسانِ، يُريدُ أنْ يُهْلِكَه، فيُجاهِدُه الإنسانُ بمَعْصِيتِه
ومُخالَفَتِه؛ لأنَّ الخَيرَ كلَّه مُخالَفَة الشَّيطانِ بعْدَ مُخالَفَةِ
النَّفْسِ والهَوَى.
والنَّوعُ الثَّالثُ: جِهادُ المُنافِقِينَ والفُسَّاقِ، وذلكَ بالأمْرِ بالمَعروفِ، والنَّهْي عنِ المُنكَرِ، والرَّدِّ على مَقَالاتِ المُنحَرِفينَ وأهْلِ الزَّيغِ
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، و أحمد رقم (22016)، والحاكم رقم (3548).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد