والضَّلالِ، الَّذين يَنشُرونَ المَقالاتِ
لتَشْوِيهِ أحكامِ الإسلامِ وتَنقِيصِ الإسلامِ والمُسلمينَ، فيَجِبُ الرَّدُّ
علَيْهم بالِّلسانِ وبالقَلَمِ.
والنَّوعُ
الرَّابعُ: جِهادُ الكُفَّارِ، وذلكَ بالسِّلاحِ، بعْدَ الدَّعْوةِ إلى اللهِ عز وجل،
وتَبْلِيغِهمُ الدَّعوَةَ فإنِ امْتَثَلُوا، فالحَمدُ للهِ، وإنْ لمْ يَمْتَثِلُوا
بعدَ بُلوغِ الدَّعوةِ إليهم فإنَّهم يُقاتَلونَ لأجْلِ إزَالَةِ فِتْنَتُهم
وشَرِّهِم عنِ المُسلمينَ؛ ولأجْلِ أن تكونَ العِبادَةُ للهِ وحدَهُ لا شَريكَ
لهُ؛ لأنَّ هذا هوَ الَّذي خَلقَ اللهُ الخلْقَ منْ أجْلِه، وأرْسلَ به الرُّسلَ،
وأنزَلَ به الكِتابَ.
قالَ تَعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا
تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ
ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾ [الأنفال: 39]، قالَ تَعَالى: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ
ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ
دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ
عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ [التوبة: 29] وذلكَ؛ لأنَّ اللهَ خلَقَ الخلْقَ لعِبادَتِه
وحْدَه لا شَريكَ لهُ كما قالَ تَعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦ مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧ إِنَّ
ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ﴾ [الذاريات: 56- 58].
العِبادَةُ لا تَجوزُ إلاَّ للهِ وحدَهُ، فمَن عبَدَ غيرَه فقَدْ أشرَكَ باللهِ عز وجل، واتَّخذَ إلَهًا غيرَه، فهذا يُقاتَلُ حتَّى يَخضَعَ لِعبادَةِ اللهِ سبحانه وتعالى أو يُقتَلُ ويُزالُ من الوجودِ؛ لأنَّه لا يَستحِقُّ البَقاءَ وهُوَ يُشرِكُ باللهِ عز وجل، ويَنشُرُ الشِّركَ في الأرضِ، هذهِ هيَ الحِكْمَةُ من مَشروعيَّةِ الجِهادِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد