وتَمامُ
الرِّباطِ أربَعونَ لَيلةً.
*****
ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: 38- 39]. فإذا اسْتَنفَرَهُ الإمامُ وهُوَ يَستطيعُ الْقتالَ
وجَبَ عليهِ أنْ يَنفِرَ وأنْ يُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ. هذهِ الصُّورُ
الثَّلاثُ يَجبُ فِيها القِتالُ علَى الأَعْيانِ، أي: علَى كلِّ مَن يَستطيعُ
القِتالَ.
«وتمامُ الرِّباطِ» الرِّباطُ: هوَ
المَكانُ الَّذي يُخْشَى أنْ يَهْجُمَ العدُوُّ منهُ على المُسلمينَ ([1])، فيكونُ فيه
حِراسةٌ منَ المُسلمينَ، يُقيمونَ فيه لِمُراقَبَةِ العدُوِّ، ومَنَعَ العدُوَّ
منَ التَّسرُّبِ أو الدُّخولِ إلى بلادِ المُسلمينَ، فالَّذينَ يُقيمونَ في هذا
المَكانِ وهذا الثَّغْرِ الخَطيرِ هؤلاءِ لهُم فضْلٌ عظِيمٌ، وعمَلُهم هذا
يُسَمَّى الرِّباطُ، فقدْ قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «رِبَاطُ يَوْمٍ
فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» ([2]). وتَمامُه يعْني
أقَلَّه ولو فَترَةً يسيرةً ولو ساعة.
«أربعون ليلةً» وأمَّا أكْثَرُه
فهُو أربَعُونَ يَومًا، هذا أكْثَرُ الرِّباطِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل، وهُو
الوُجودُ أو الإقامةُ في الثَّغْرِ الَّذي يخافُ منه على بلادِ المُسلمينَ.
«وإذا كانَ أبَواهُ مُسلمَيْنِ لم يُجاهِدْ تَطَوُّعًا إلاَّ بإذْنِهما» إذا كانَ له أَبَوانِ يَمْنعانِه منَ الجِهادِ، فإذا مَنَعَه والِدُه منَ الجِهادِ نَظَرْنا؛ فإذا كانَ هذا الجِهادُ تطَوُّعًا، يعني: يجِبُ على الكِفايَةِ، ولا يجِبُ على
([1])انظر: «الدر النقي» (3/ 767).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد