ويَلزَمُ
الجَيشَ طاعَتُه والصَّبرُ معَه.
*****
«وفي الرَّجْعَةِ
الثُّلثَ بعْدَه» وينفل في الرجعة حينَما يَرِجعونَ من الغَزْوِ، ينفِّلُ أهْلَ القُوَّةِ
والشَّجاعةِ منَ الجُندِ فيُعطِيهم الثُّلثَ منَ الغَنيمةِ؛ لأنَّ حالَةَ رَجْعةِ
الجَيشِ أشَدُّ خَوْفًا من البدايةِ وتوَجُّهِ الجيشِ للغَزوِ بعدَ نزْعِ الخُمسِ.
«ويَلزَمُ الجَيشَ
طاعَتُه» أي طاعةُ الإمامِ وطاعَةُ الأميرِ الَّذي أمَّرَه الإمامُ عليهِم؛ لأنَّه
نائِبٌ عنِ الإمامِ فيَلزَمُهم طاعَتُه، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ
يُطِعِ الأَْمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الأَْمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي»
([1])، واللهُ تَعالى
يقولُ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي
ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59].
«والصَّبرُ معَه» ويَلزَمُ الصَّبرُ معَ أميرِ الغَزوِ على المَشاقِّ الَّتي تَعتَرِضُ الغَزوَ في الجِهادِ؛ لأنَّهم لا بُدَّ أن يَحصُلَ لهم مَشاقٌّ؛ منْ مَشقَّةِ السَّفرِ، ومَشقَّةِ الجُوعِ، ومشقَّةِ العَطشِ، ومَشقَّةِ التَّعبِ، ومشقَّةِ القتالِ، فيَلزَمُ الجَيشَ الصَّبرُ على هذهِ المَشاقِّ؛ لأنَّ هذا هو مَعنى الجهادِ بما يَتَضَمَّنُ ذلك منَ المَصاعِبِ والمَشاقِّ والمَخاطرِ الَّتي يَتعرَّضُ لها المُجاهِدُونَ، فيَجبُ عليهِم الصَّبرُ؛ لأنَّ مَن لا صَبرَ له لا يَستطيعُ الجِهادُ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2797)، ومسلم رقم (1835).
الصفحة 6 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد