ولهُ
أن يُنَفِّلَ في بِدايتِه الرُّبُعَ بعدَ الخُمُسِ، وفي الرَّجْعةِ الثُّلثُ
بعدَه.
*****
في الجُيوشِ ضَعْفًا
وهَزيمةً نفْسيَّةً وحرْبًا نفسيَّةً قبلَ أن يَلْقَوْا عَدُوَّهُمْ، فيَجِبُ
منْعَ المُخذلَ والمُرجِفَ من صُفوفِ المجاهِدينَ.
«وله» للإمامِ «أن
يُنَفِّلَ»، والنَّفْلُ: أن يُعْطيَ المُقاتلَ زيادَةً على سَهْمِه من
الغَنيمةِ ([1]) إذا كان له مَوقِفٌ
قويٌّ في الجهادِ، بحُسْنِ تَدْبيرِه أو شجاعَتِه وثَباتِه، فالَّذي له مَيزةٌ في
القِتالِ وله مَوْقِفٌ قويٌّ في القِتالِ منَ الجُندِ فإنَّ الإمامَ يُنفِّلُه،
أي: يَزيدُه على نَصيبِه منَ الغَنيمةِ بأنْ يُعْطيه من الغنيمَةِ زيادَةً على
سهْمِه تشجيعًا له، هذا هوَ التَّنفيلُ، وهذهِ من صَلاحيَّاتِ الإمامِ.
«في بدايَتِه الرُّبُعَ بعدَ الخُمسِ» فعندَ خُروجِ الجيشِ ينفِّلُ الرُّبعَ منَ الغنيمةِ بعدَ الخُمُسِ؛ لأنَّ الغنيمةَ عندَ القَسمِ يجبُ أن يَنزِعَ خُمُسَها للهِ ولرَسولِه واليَتامى وابنِ السَّبيلِ ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الأنفال: 41]، يَبقَى أربعَةَ أخْماسٍ؛ هذهِ الأربعَةُ يُنَفَّلَ منها مَن لهُم مَوقِفٌ قويٌّ في القتالِ، بأنْ يُعْطيهم زيادَةً على أسْهُمِهم، ثمَّ بعدَ الخُمُسِ وبعْدَ التَّنفِيلِ يَقْسمُ الباقي على الجُندِ للرَّاجلِ سَهْمٌ وللفارِسِ ثلاثةُ أسهُمٍ، سهْمٌ له وسَهمانِ لفَرَسِه، الرَّاجلُ يُعْطَى سهْمًا من أربعَةِ الأخماسِ، ويُعْطَى الفارِسُ ثلاثةَ أسهُمٍ، سهْمٌ له وسهْمانِ لفَرَسِه.
([1])انظر: «لسان العرب» (11/ 671).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد