×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

ويَلتحِقُ بالغالِّ منَ الغَنيمةِ كلُّ مُوَظَّفٍ يبْخَسُ من أموالِ الدَّولَةِ شَيئًا لم يُؤْذَنْ له فيه وكلُّ عاملٍ على الصَّدقَةِ يَقبَلُ الهَدايا فإنَّه غالٌّ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ» ([1]) والمُوظَّفُ الَّذي يأخُذُ منْ بَيْتِ المالِ من غيرِ أنْ يُعَيِّنَه له الإمامُ، ومنْ غيرِ رَاتِبه المُخصَّصِ له على وَظِيفَتِه، هذا منَ الغُلُولِ، والعِياذُ باللهِ، وسيأتي به يوْمَ القِيامَةِ يحمِلُه على ظَهْرِه.

والغالُّ له عُقوبَةٌ وهيَ أنَّه يُشَهَّرُ بِه.

«يُحْرَقُ رَحْلُه» أي: أثاثُه وهذا منَ العُقوبَةِ بالمالِ.

«إلا السِّلاحَ»؛ لأنَّ السِّلاحَ يَحتاجُه المسلمونَ ويُقْتلُ به العدُوُّ، وفي إحراقِ السِّلاحِ إضْعافٌ للمسلمينَ.

«و» إلاَّ «المُصْحفَ»؛ إذا كانَ معهُ مُصحَفٌ في رَحْلِه فإنَّه يُخرَجُ ولا يُحرَقُ؛ لأنَّه كلامُ اللهِ عز وجل.

«و» كذلك «ما فيهِ رُوحٌ» منَ الحيواناتِ إذا كانَ في رَحْلِه أغْنامٌ أو طُيورٌ أو غيرُ ذلك فلا يُحرَقُ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إلاَّ رَبُّ النَّارِ» ([2]) فلا يُحرقُ ما فيه رُوحٌ، فتُخرجُ من رَحْلِه، هذهِ الأشياءُ؛ والباقي يُحرَقُ بالنَّارِ أمامَ الجُندِ من أجْلِ رَدْعِه ومن أجْلِ النِّكايَةِ به ومن أجْلِ التَّشْهيرِ بِه.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (23649)، والبزار رقم (3723)، والبيهقي رقم (20261).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2673)، وأحمد رقم (16034)، وسعيد بن منصور في «سننه» رقم (2643).