والغالُّ
منَ الغَنيمةِ يُحرَقُ رَحْلُه كلُّه إلاّ السِّلاحَ والمُصحفَ وما فيه رُوحٌ .
*****
«ويُشارِكُ الجَيشُ
سراياهُ فيما غَنِمَتْ، ويُشارِكُونه فيما غَنِمَ» والجَيشُ هو الجُندُ
الكَبيرُ منَ المُسلمينَ، والسَّريَّةُ هي قِطْعةٌ منَ الجيشِ تنفَرِدُ منه
لمُهِمَّةٍ من مُهمَّاتِ القِتالِ فهي قِطعَةٌ منَ الجيشِ، والجَيشُ رِدْءٌ لها،
لو أنَّ السَّريَّةَ غنمَتْ والجيشُ لم يَغْنَمْ، فإنَّ ما غَنمَتْهُ السَّريَّةُ
يكونُ مُشترَكًا بينَ الجيشِ وبينَ السَّريَّةِ؛ لأنَّ الجيشَ رِدْءٌ لها، لو
احتاجَتْ إليه، وكذلكَ بالعَكْسِ لو غَنِمَ الجَيشُ في غِيابِ السَّريَّةِ، والسَّريَّةُ
لم تَغْنَمْ، فإنَّها تُشارِكُه لأنَّها قِطعَةٌ منه، وهيَ رِدْءٌ له أيضًا، لو
احتاجَ إليها ([1]).
«والغالُّ منَ الغَنيمةِ» الغالُّ هو الَّذي يَأخُذُ من الغنيمَةِ قبلَ أنْ تقسَمَ والغُلُولُ كبيرَةٌ من كبائِر الذُّنوبِ، قالَ اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161]، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَ أنَّ مَن غلَّ شَيئًا فإنَّه يأتي به يوْمَ القِيامةِ يَحْملُهُ على عُنُقِه، قد يحمِلُ شاةً، وقد يحمل بقرَةً، وقد يحمِلُ بعيرًا، قدْ يحمِلُ غيرَ ذلكَ منَ الأثْقالِ على عُنُقِه يومَ القِيامَةِ ([2])، فضَيحَةٌ لهُ ﴿وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ﴾؛ لأنَّ الوَاجبَ أن تُجْمعَ الغَنيمةُ ولا يَأخذُ أحَدٌ منْها شَيئًا إلى أنْ تُقْسمَ فيأتِيه نَصيبُه الَّذي فَرَضَه اللهُ لهُ.
([1])انظر: «الصحاح» (6/ 2375).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد