والمَجوسُ هم
عَبَدَةُ النِّيرانِ، فتُؤخَذُ منهمُ الجِزيَةُ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه
وسلم أمَرَ بأَخْذِ الجِزيةِ منهُم؛ ولأنَّه صلى الله عليه وسلم أخَذَ الجِزيةَ من
مَجُوسِ هَجَرَ ([1]) وهيَ قَريةٌ
قَريبَةٌ من المَدينَةِ، فيها ناسٌ منَ المَجوسِ، فأخَذَ منهُم النَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم الجِزيَةَ، إلْحاقًا لهُم بأهْلِ الكتابِ، ولأنَّه يُروَى أنَّه كانَ
لهم كِتابٌ ثمَّ رُفِعَ، فلأجْلِ شُبهَةِ أنَّ لهم كِتابًا ألْحِقُوا بأهْلِ
الكِتابِ. هذا أحَدُ مَوارِدِ الفَيءِ.
المَوردُ الثَّاني: «وخَراجٍ»
الخراجُ وهو: ما يُؤخَذُ على الأراضِي الخراجيَّةِ الَّتي سبقَ بيانُها.
المورِدُ الثَّالثُ: «وعُشْرُ»
العُشرُ وهوَ الَّذي يُؤخَذُ منَ الكفَّار إذا تَاجَرُوا في بلادِ المُسلمينَ،
فإنَّهم يُؤخَذَ منهُم العُشرُ.
والمَوردُ الرَّابع: «وما تَرَكُوه
فَزَعًا» ما تركُوه فَزَعًا منَ المُسلمينَ بغَيرِ قِتالٍ، لمَّا سَمِعُوا
بالمُسلمين هَرَبُوا عنه وترَكُوه، هذا لا يكونُ غَنيمَةً، وإنَّما يكونُ منَ
الفَيءِ.
المَوردُ الخَامسُ: «وخُمُس خُمسِ
الغَنيمةِ» خُمُسُ خُمسِ الغَنيمةِ الَّذي سبقَ بيَانُه والَّذي قالَ اللهُ
تعَالى فيه: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ﴾ [الأنفال: 41]،
فخُمُسُ الخُمسِ الَّذي للهِ ولِلرَّسولِ يكونُ من مَواردِ الفَيءِ.
«ففَيءٌ يُصرَفُ في مَصالحِ المُسلمينَ» هذا الفَيءُ بجَميعِ أنواعِه ومَوارِدِه يُصرَفُ في مَصالحِ المسلمينَ العامَّةِ، وأَصْلُ الفَيءِ جاءَ في قوْلِهِ
([1])أخرجه: البخاري رقم (2987).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد