ولا
جِزْيةَ على صبِيٍّ ولا امرأَةٍ ولا فَقيرٍ يَعجِزُ عنها، ومَن صارَ أهْلاً لها
أُخِذَتْ منه في آخِرِ الحَولِ.
*****
لأنَّ العِبرَةَ بالدِّينِ وليسَتِ العِبرَةُ
بالأصْلِ، فمَن تَديَّنَ بهذهِ المِللِ الثَّلاثِ فإنَّه يأخُذُ حُكْمَهم وتُعقَدُ
مَعه الذِّمَّةُ وتُؤخَذُ منهُ الجِزيَةُ.
«ولا يَعقِدُها
إلاَّ الإمامُ ونائِبُه» وعقْدُ الذِّمَّةِ مِن صلاحِيَّاتِ الإمامِ، فليسَ
لكلِّ أحدٍ أن يَعقِدَ الذِّمَّةَ مع هؤلاءِ مِن أفرادِ المسلمينَ.
ويَعقِدُها أيضًا
نائِبُ الإمامِ؛ وهوَ أمِيرُه الَّذي وَكَّلَه بالنِّيابَةِ عنه وأعطاهُ
الصَّلاحيَةَ نيابَةً عنه، فلهُ أن يَعقِدَ الذِّمَّةَ كالأمَراءِ الَّذين
يُؤَمِّرُهم الإمامُ على الأقاليمِ، أو أُمراءِ الجهادِ الَّذينَ يُؤمِّرُهم على
الجِهادِ، فلهُم أن يَعْقدُوا الذِّمَّةَ إذا فَوَّضَ الإمامُ ذلك إلَيْهم.
«ولا جِزيةَ على
صَبيٍّ» تُؤخَذُ الجِزيةُ ممَّن يَقْدِرُ علَيها، وهذا مِن عَدْلِ الإسلامِ
وحِكْمَةِ الإسلامِ، فلا تُؤخَذُ الجِزيةُ من صَبيٍّ لم يَبلُغْ الحُلُمَ
لِعَجْزِه عن دَفْعِها.
«ولا» من «امرأةٍ»
لضَعْفِها، وليستْ من أهلِ القِتالِ.
«ولا» من «عبدٍ»؛
لأنَّ العبْدَ لا يَملِكُ شيئًا، ولأنَّه تابِعٌ لسَيِّدِه.
«ولا» من «فَقيرٍ»،
ليسَ عندَه مالٌ يدْفَعُ منه، فلا تُؤْخَذُ منهُ الجِزيَةُ.
«ومَن صارَ أهْلاً لها أُخِذَتْ مِنه في آخِرِ الحَوْلِ» ومَن كانَ في أوَّلِ الحَولِ ليسَ أهْلاً لها؛ لكَوْنِه صبيًّا ثم بلَغَ، أو فَقيرًا ثمَّ اسَتْغَنى أو كانَ عبْدًا ثمَّ أُعْتِقَ في آخِرِ الحَولِ، فإنَّها تُؤخَذُ منه؛ لأنَّ العِبرَةَ بالنِّهايةِ لا ببِدايةِ الحَولِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد