ومَتى
بذَلُوا الواجِبَ عليهِم لَزِمَ قَبُولُه وحَرُمَ قِتالُهم.
ويُمْتَهنُونَ
عندَ أخْذِها ويُطالُ وُقُوفُهم وتُجَرُّ أيديهِم.
*****
«ومتَى بذَلُوا الواجِبَ
عليهِم» وهوَ دفْعُ الجِزيَةِ والصَّغارِ ﴿حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾[التوبة: 29]
﴾ [التوبة: 29].
«لزِمَ قَبُولُه
وحَرُمَ قتالُهم» وجَبَ قَبولُ ذلكَ مِنهم وحَرُمَ قِتالُهم.
والصَّغارُ: أن
يكونوا تابِعينَ لحُكْمِ الإسلامِ مُتَقَيِّدينَ بأوامرِ الدَّولَةِ الإسلاميَّةِ؛
لأنَّ اللهَ أمَرَ بِقِتالِهم وقَيَّدَهُ بقوْلِه: ﴿حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ [التوبة: 29] فإذا أدُّوا الجِزيةَ وقَبلُوا الصَّغارَ
وجَبَ قَبُولُها منهم، وحَرُمَ قِتالُهم؛ لأنَّهم دَفَعُوها في مُقابَلَةِ أنَّهم
لا يُقاتَلونَ، فإذا قُوتِلُوا وهُم يَدفَعونَ الجِزيةَ فإنَّ هذا يكونُ حَرامًا
في حقِّ المسلمينَ؛ لأنَّ أهلَ الذِّمَّةِ لهُم ما للمُسلِمينَ وعَلَيهم ما على
المُسلمينَ، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا
لَهُ ذِمَّةُ اللهِ، وَذِمَّةُ رَسُولِهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» ([1]).
هذا هو تَفسيرُ
الصَّغارِ ﴿حَتَّىٰ
يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ [التوبة: 29] أنَّهم «يُمْتَهنون»، أي: يُهانُون
«عندَ أخْذِها»، يَدْفَعُها بيَدِه، ولا يُرْسِلُها معَ خادِمِه أو
يُرسِلُها معَ مَندُوبِه.
«ويُطالُ وُقُوفُهم»، لا تُؤخَذُ أوَّلَ ما يأتي، بل يَقِفُ ويُطيلُ الوُقوفُ؛ لأنَّ هذا صَغارٌ له.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2995) بنحوه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد